مها يازجي وإصرار على تحقيق الحلم

العـــــدد 9522
الثلاثـــــاء 4 شــــــباط 2020

 

منذ عام 2009 ومها يازجي الأمّ النحاتة منتسبة لمركز الفنون التطبيقية الذي كان ملاذها لتحقيق حلمها بالفن وعن تجربتها بالفن تقول: أنا ربّة منزل وأم، خريجة معهد هندسي في الأصل، كان حلمي أن أدرس في كلية الفنون الجميلة، ولكن الظروف آنذاك، وكان ظرف حلم العائلة والأمومة أقوى، وبعد أن حققته وقمت بكل واجباتي تجاهه، أتى إصراري لتحقيق حلمي الآخر بالفن، فالمرأة الأم وإن كانت لها أوقاتاً جميلة مع بيتها وأولادها، إلا أنها تحتاج فسحة راحة وهدوء وسلام من نوع آخر، قصدت المركز الذي لا أبالغ أن أقول أنه بمثابة بيتي الذي لم أنقطع عنه ولا لمرة ولا لسنة. كانت بدايتي مع تعلم نحت الخزف وكان التركيز على النحت على الطين، بقيت لمدة خمس سنوات، وعندما توقف عمل الفرن بسبب وضع الكهرباء لأن الخزف يحتاج لحرارة عالية جداً، انتقلت لأتعلم النحت على الخشب، شاركت في معارض جماعية عديدة ولدي عشرات من أعمال الخزف والخشب، منها عمل معروض في مديرية ثقافة اللاذقية وهو عبارة عن لوح طيني يرمز للحضارة الأوغاريتية. وأحب أخيراً أن أتوجه برسالة دعوة لكل امرأة في داخلها حلم صغير أو فكرة قابلين للتحقيق أن تتحدى ذاتها وظروفها وخجلها من المجتمع فلا العمر ولا الظروف المعيشية اليومية يستطيعان الوقوف في وجه رغباتها وفي إطلاق ما بداخلها عندما يكون لديها إرادة حقيقية، وتشجيعها يجب أن يبدأ من ذاتها.


لم أتخيل يوماً أن أصل لهذه المرحلة أو أتعمق بحلمي في أن أصبح نحاتة، كانت بدايتي مع ذاتي بالرسم بأقلام الفحم على كرتون الكانسون الذي استخدمه في دراستي بالمعهد، وأصلاً كان اختياري للمعهد الهندسي لأنه فيه كثيراً من الرسم الفني الهندسي، حققت فيه جزءاً من ما أحب ورسمت وجوهاً وطبيعة من خيالي، وعندما سنحت الفرصة وإن تأخرت، كان المركز ملجأي الذي أخرجت فيه كل طاقتي ومحبتي بدعم من زوجي الفنان أيضاً ودعم أساتذة المركز. وهنا أحب أن أشكرهم جميعاً لدعمهم للجميع، وأتمنى أن يكون هناك دعماً أكبر من اتحاد التشكيليين للفنانين المغمورين والمبتدئين ودعوتهم لمعارض فنية كي يثبتوا تواجدهم ويتواصلوا مع الآخر. فالشعوب ترقى بفنانيها، والبلد الذي يمتلك ثقافة فنية دليل حضارة وليس ترفاً.

مهى الشريقي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار