العـــــدد 9522
الثلاثـــــاء 4 شــــــباط 2020
بحضور لفيف من الأصدقاء والشعراء والمهتمين بالشأن الثقافي والأدبي، الديوان بعنوان (تحت شجرة بوذا)، يتألف من ثلاثمئة صفحة من القطع المتوسط إصدار دار العراب بدمشق، وحول الديوان والقصائد كان لقاء مع الشاعرة فرات إسبر حيث قالت: اخترت اسم الديوان (تحت شجرة بوذا) أو البحث عن السلام، هذا الملك العظيم الذي ترك مباهج الدنيا وعزها وجاهها وترفها وغادر ليبحث عن الحقيقة والسلام والطمأنينة، غادر تاركاً كل شيء وجلس تحت شجرة التين باحثاً عن الحقيقة الروحية.
الديوان يضم مائتين وتسعة وتسعين نصاً شعرياً متفاوتاً في الطول والاتجاه ما بين فلسفة وجودية وتصوف ونوازع وطنية وحروب، تحت شجرة بوذا، هو عنوان قصيدة من الديوان اختارتها الشاعرة لتعنون بها نتاجها الرابع بعد دواوين (الماء لا يمكن كسرها، خدعة الغامض، نزهة بين السماء والأرض) ولتزين غلافه بشجرة المبدع سموقان أسعد.
فرات إسبر ابنة جبلة، قرية القصابين وابنة عائلة لها جذورها الأدبية العميقة، ذاقت الغربة في نيوزيلندا لكن بقي الحنين ونبض القلب في الوطن الأم سورية، ديوان (تحت شجرة بوذا) أنجزته الشاعرة بأسلوب راق يصب في بوتقة الإبداع المعاصر. إن بلاغتها حصيلة موروثات شعرية معرفية مختزنة وتجارب وخبرات في لا شعورها، ولعل الإبداع يورث فعلا كما تقول هي: (إذ هناك ينابيع أولى الأحبة في الأرحام نتوءات تتشابه، ويبدو أن ينابيع الإبداع لها جذورها العميقة في عائلتي) وبالعودة إلى قصيدتها نجدها تمتلك تقنية بارعة في الوصف وصورة رشيقة كما تمتلك القدرة على الاقتباس من الموروث الديني والإنساني وتوظيفه بشكل دقيق: شجرة التين الفارعة تتشابك في الفراغ تتمثل في صورة امرأة بكل التوق أصعد ظهري مثقل بأكناف الحياة لتكمل وتقول: تحت شجرة التين الفارعة رأيت بوذا وكنت قد صرت امرأة وأنا أتذوق سر الملوحة والعذوبة أقف أمام الشجرة أنادي عصافيرها أن تلحق بي كما تستحضر سفينة نوح في قولها: البراعم تتكاثر في ذكرى نوح من كل زوجين اثنين إلا أنا من الدجى والنور بين أشجار الماضي والحاضر أمنح رغبتي لمن أشتهي قد يكون الرمل قد يكون النهر قد يكون الخريف أنام في سرير الفصول أعلم أن هنالك في الأعالي نجمة تسمعني وتراني يذكر أن الشاعرة وبلفتة كريمة منها لم تلتزم بالسعر الذي وضعته دار النشر للديوان، بل وزعته على الحضور بسعر رمزي.
آمنة يوسف