جراحــــــة وقثطــــــرة شرايين الدمـــــــاغ .. متى تلقى الاهتمـــــــــام المطلــــــــوب في مشـــــــافي وزارة الصـــــــــحة؟

العدد: 9520

الاحد: 2-2-2020

 

تتطلب جراحة وقثطرة شرايين الدماغ يداً متخصصة خبيرة نظراً لخطورة وصعوبة ودقة هذه الجراحة، لكن الخطورة الناجمة عن عدم تلقي المريض العلاج المريض يفوق خطورة العمل الجراحي.

ورغم أهمية جراحة وقثطرة شرايين الدماغ بقيت مهملة في مشافي وزارة الصحة، وليس أدل على ذلك من غياب شعب قثطرة الدماغية وعملياتها المفيدة والآمنة جداً في المشافي العامة، أضف إلى ذلك عدم تزويدها بعد بالمجهر الخاص لإجراء هذه الجراحة حتى اليوم، ومن هنا تبرز الحاجة للنهوض بواقع هذه الجراحة من أجل إنقاذ حياة مرضى النزف الدماغي.
وللحديث عن الحوادث الوعائية الدماغية (الجلطات الدماغية) وطرق علاجها التقينا الدكتور عمار الضرف اختصاص جراحة عصبية الذي أشار بداية إلى أن الجلطات الدماغية أو الحوادث الوعائية الدماغية أو النشبة أو السكتة الدماغية هي مسميات تُطلق على اضطراب وعائي في تروية الدماغ يأخذ أحد شكلين: إما إقفاري أو نزفي وهو المسبب الثالث للوفيات في العالم بعد أمراض القلب وحوادث السير.
الشكل الإقفاري: ويعني نقص وصول الدم إلى مناطق معينة في الدماغ حسب الوعاء الدموي الذي تعرض للانسداد، ويكون الانسداد تشنجياً أو عصيدياً أو ناجماً عن خثرة دموية متحركة.
وهناك نمطان من الشكل الإقفاري، النمط الأول: الناتج عن انسداد عابر ويؤدي إلى نقص تروية عابر حيث يشعر المريض بأعراض معينة سرعان ما تزول وخاصة التنميل وضعف الحركة بشكل محدود في المنطقة المرواة بالوعاء أو بشكل شقي في الوجه مع الطرفين ونصف الجذع على الجهة المقابلة لجهة الشريان المخي المتوسط عند انسداده أو تشنجه، وهو الشكل الأكثر شيوعاً، وتلك الأعراض لا تلبث أن تتراجع ليعود الوضع إلى الطبيعي وعندها يتعذر على الاستقصاءات الشعاعية إظهار أي تغير يذكر.
والنمط الثاني: هو الاحتشاء الإقفاري وفيه تظهر أيضاً الأعراض المذكورة سابقاً لكنها تبقى بشكل كامل أو جزئي ولا يُظهر التصوير الإسعافي بؤرة الاحتشاء لكنها تظهر بعد ٧٢ ساعة بشكل واضح.

وفي هذه الحال فإن المريض قد يتحسن جزئياً لكن الأعراض ستستمر غالباً بشكل من الأشكال وخاصة الحركية والحسية وقد تؤدي إصابة الشرايين المغذية للمناطق الحيوية في الدماغ إلى مختلف الإصابات حسب المنطقة وحتى إلى الوفاة.
وأوضح الدكتور الضرف أنه عند تعرض المريض للجلطة أو النزف الدماغي يكون مرشحاً للتعرض إلى نوبات أخرى، ومن هنا تأتي ضرورة معالجة عوامل الخطورة المتهمة مثل ارتفاع الضغط الدموي وارتفاع شحوم الدم والسكري وبعض العوامل الإضافية كاضطراب النظم القلبي وغيره.
أما بالنسبة للشكل النزفي من الحوادث الوعائية الدماغية فهو ينتج غالباً عن انفجار في أم دم كيسية بنحو ٨٠% ، وكذلك عن التشوهات الشريانية الوريدية وهي أقل مصادفة وتظهر خاصة في الأعمار الصغيرة.
بالنسبة لأمات الدم الكيسية فهي انتفاخات تظهر على الأوعية الدماغية في مواضع مرجحة وتعطي أعراضاً مختلفة حسب حجمها و توضعها:
اضطراب رؤية أو صرع أو صداع، وفي حال انفجارها فإنها تؤدي إلى نزف مؤثر حسب موضعها وقد يكون كبيراً ضاغطاً للبنى الدماغية أو ينفتح على البطينات الدماغية وتتراوح أعراضه بين صداع شديد جداً وخوف من الضياء وتصلب نقرة إلى السبات مع التنفس الشخيري والوفاة، وتبعاً لحالة المريض عند بدء النوبة يكون إنذار الحالة ووجود نوبة أولى يزيد من احتمال حدوث نوبة ثانية..
وفي حال انفجار أم الدم وحدوث النزف فإن النزف يضغط على الدماغ بشكل موضعي إن كان صغيراً أو بشكل واسع إن كان كبيراً يؤدي إلى انزياحات في البنى المخية ثم يحدث تشنج وعائي شرياني لاحق لإيقاف النزف مما يؤدي أيضاً إلى الإقفار ونقص التروية مما يفاقم الأعراض.
ولما كانت نسبة الإصابة بأم دم الشرايين الدماغية تتراوح بين ٢-15 % حسب المجتمعات فإن العناية الصحية تساعد على تشخيصها وإجراء التدبير المناسب باكراً.
ماذا عن وسائل التشخيص للجلطات أو النزوف الدماغية؟
بيّن الدكتور الضرف أن وسائل التشخيص هي: الطبقي المحوري والطبقي المحوري الحلزوني ثلاثي الأبعاد والرنين المغناطيسي ولكل منها إمكاناته ويمكن الاستعانة بها معاً لرفع فاعلية الاستقصاء، والوسيلة الفضلى للتشخيص تتمثل في القثطرة الشريانية للدماغ وبها نحصل على الدقة العليا في التشخيص كما أن التداخلات العلاجية عن طريق القثطرة لصم أم الدم أو تصليب التشوهات الوعائية أو توسيع الأوعية المتضيقة وتحطيم العصائد أو حتى سحب الخثرات المتشكلة ووضع شبكات تمثل وسيلة مفضلة وآمنة نسبياً مقارنة بالجراحة التي تبقى الخيار المفضل في حالات انفجار أم الدم وفي بعض أمهات الدم الصعبة على التداخلات الوعائية.
وأخيراً أكد الدكتور الضرف على أن الالتزام بقواعد الحياة الصحية والحياة الطبيعية الأكثر اعتدالاً ضمان لتخفيف هذه المشكلة والوقاية منها ومن خطورتها العالية.

ازدهار علي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار