فعالية الترجمة بالتكنولوجيا الحديثة.. رفع الجودة.. توحيد المصطلحات.. توفير الوقت

العدد: 9519

الخميس:30-1-2020

 

تناول د. فؤاد سليمان الخوري في دراسته التي قدّمها في مجلة الآداب العالمية الصادرة عن اتحاد الكتّاب العرب في سورية دور الأدوات المعلوماتية والتقانات الحديثة في ميدان الترجمة منوّهاّ إلى مدى فعاليّة وأهمية الترجمة باستخدام الحاسوب عن طريق الأدوات المتوافرة العامة والمخصصة في ميدان الترجمة، وفي مادتنا هذه نسلّط الضوء على ما جاء في هذه الدراسة لما لها من فائدة تنعكس بشكل إيجابي في جميع الميادين والصعد، بداية الأمر أشار د. الخوري إلى أربع حالات للترجمة تختلف باختلاف طريقة التعامل مع عملية الترجمة وهي الترجمة البشرية والترجمة الآلية والترجمة البشرية بمساعدة الحاسوب والترجمة الآلية بمساعدة الإنسان فالترجمة البشرية تعني أن يقوم الإنسان بإجراء عملية الترجمة بشكل كامل ولا يستخدم الحاسوب إلا كالآلة الكاتبة لإدخال النص في أحسن الأحوال، وذلك من خلال برامج معالجة النصوص وهذا حال معظم المترجمين وربما استخدم المترجم بعض المعاجم وأدوات التصحيح الإملائي والتصحيح النحوي المرافقة لهذه البرامج أما الترجمة الآلية فقد نوّه د. الخوري بأنها الترجمة التي نقدم فيها إلى الحاسوب نصاً يعيده علينا مترجماً باللغة الهدف وهذا ما أثبتت الدراسات (وهي كثيرة) أنه غير قابل للتحقيق بصورة كاملة في الوضع الحالي للتكنولوجيا وليس قبل سنوات عديدة، فالتعابير المجازية والصور والبلاغة والعبارات الثقافية والإقليمية، وكذلك الجمل الطويلة والمركبة، هي بعض الأمثلة التي تذكر في هذا الصدد. 

وأضاف الكاتب ضمن هذا السياق بأن الترجمة البشرية بمساعدة الحاسوب هي الأكثر واقعية واستخداماً حيث يقوم المترجم بعملية الترجمة مستعيناً بالوسائل المعلوماتية كالحاسوب والبرمجيات المتخصصة، لتوفير الوقت والجهد وللحصول على ترجمات موّحدة ومتجانسة. أما الترجمة الأخيرة فهي الترجمة الآلية بمساعدة الإنسان بمعنى أن يقوم الحاسوب بعملية الترجمة مستعيناً بالإنسان لإجراء التصحيحات والتعديلات اللازمة…
وبخصوص الأدوات المتوافرة في مجال استخدام الحاسوب للترجمة قال: تقسم الأدوات الحاسوبية التي تفيد في مجال الترجمة إلى فئتين أدوات عامة وأدوات مخصصة، الأدوات العامة هي تلك المعروفة مثل استخدام الحاسوب لإدخال النص وعمليات معالجة النصوص كافة المتوفرة والمدقق الإملائي والمدقق النحوي والمعاجم والتعرف على الكلام والكتابة، أما الأدوات المخصصة للترجمة وهي الأكثر انتشاراً والأكثر نجاعة وفائدة في ميدان الترجمة وهي تدخل في ميدان الترجمة بمساعدة الحاسوب وتكتب اختصاراً (CAT) ومن أهم هذه الأدوات: ذواكر الترجمة، إدارة المصطلحات، أداة الترصيف، توطين البرمجيات..
هذا وقد أشار د. الخوري أنه هناك بعض البرمجيات مثل (الكافي والوافي وCimos) وبعض المواقع الالكترونية للترجمة مثل (Google ،Bing، Yahoo) التي توفر الترجمة الآلية البحتّة ولابد من التنويه أنه لا يعول الكثير على هذه الأدوات وأنها لا توفر الترجمة الجيدة الصحيحة لاسيما في الميادين الأدبية والشعرية فالمشكلات كثيرة منها: التعابير البلاغية كالمجاز والاستعارة وغيرها من الصور فلن نتجرأ مثلاً أن نطلب إلى الحاسوب أن يترجم عبارة مثل (عادة بخفي حنين) فمن المتوقع أن نحصل على جملة مضحكة باللغة الفرنسية، أو مثلاً عبارة (IT is raining dogs and cats) أي (إنها تمطر بغزارة شديدة) والنتيجة سوف تكون أيضاً غير مقبولة… فمثل هذه المجالات سوف تبقى عصية على الآلة ولا يمكن التعامل معها إلا بالترجمة البشرية.
وفي نهاية الدراسة أشار د. الخوري إلى فعالية الترجمة باستخدام الحاسوب حيث نوه إلى نقطتين أساسيتين في هذا المجال الأولى أن هذه البرمجيات لا تترجم بدلاً منّا، وذاكرة الترجمة تكون فارغة في البداية لكن وبمرور الوقت نقوم يومياً بإغناء الحاسوب بترجماتنا التي تغذي هذه الذاكرة فتصبح مفيدة فيما بعد والنقطة الثانية أن هذه البرمجيات لا يمكنها أن تقيّم الترجمة أما فوائد الترجمة بمساعدة الحاسوب فلخصها الكاتب في نقاط عدة أولها أن الترجمة تكون أسرع، عند الحصول السريع على جملة ترجمت سابقاً وفي هذا اختصار للوقت والجهد والمال، وثانيها أن تكون الترجمة متجانسة .
وختم د. الخوري حديثه قائلاً: إن كانت الترجمة الجيدة والدقيقة تتطلب الكثير من الوقت، فلم يعد ثمة تعارض بين الجودة والوقت في هذا الميدان، وذلك لأن هذه الأدوات ترفع الجودة وتوحد المصطلحات والترجمات، وفي الوقت نفسه توفر الوقت الكثير والجهد والمال.

ندى كمال سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار