ثقافة الحــــــوار للدكتور حسن حيـــــدر أحمد في ثقــــــــافي جبــــــلة

العـــــدد 9518

الأربعـــــاء 29 كانون الثاني 2020

 

 

قدم الدكتور حسن حيدر أحمد محاضرة حول أهمية تكريس ثقافة الحوار على خشبة مسرح المركز الثقافي بجبلة حضرتها فعاليات ثقافية وحزبية واجتماعية وتربوية وفي لقاء الجريدة مع المحاضر الدكتور أحمد وهو الطبيب البشري اختصاصي زراعة كلية ومهتم بالنشاط الأهلي ومؤسس هيئة الاجتماع الأهلي باللاذقية قال مبتدئا بتعريف الحوار: الحوار هو الحلم والإيمان بالله والإنسانية وإنسانية الإنسان والأخلاق والتسامح واحترام وقبول الآخر، هو صديق العقل وشريك الوجدان، بالحوار تتم مراجعة المنطق وتبادل الأفكار والآراء ومن شروط الحوار الناجح، التزام الهدوء والكلمة الطيبة وتجنب الألفاظ القبيحة، كذلك التواضع في القول والعقل وحسن الاستماع والعدل والإنصاف والحلم والصبر ولعل أهم شرط من شروط ازدهار الحوار هو إشاعة قيم التسامح في المجتمع والتواضع وعلى المتحاورين البحث عن نقاط الاشتراك والتركيز على نقاط التواصل لإلغاء الاختلاف والانفصال والبحث عن الأدلة الصادقة، لذلك فالحوار الإيجابي والصحي هو الحوار الموضوعي الذي يرى الإيجابيات والسلبيات في ذات الوقت ويرى العقبات كذلك يرى إمكانية التغلب عليها، ثقافة الحوار تكبر وتنمو وتزدهر عبر ترسيخ مدرسة الحوار بدءاً من البيت في ممارسة الحوار بين الوالدين، وبينهم وبين أبنائهم مروراً بالمجتمع عبر المؤسسات التربوية والتعليمية والتوجيهية والإعلامية (مدرسة جامعة جامع منظمات مدنية) فذلك شرط ضروري لنجاح الحوار مع الآخر الخارجي لذلك علينا جميعاً غرس شجرة الحوار في تربتنا عبر التربية والتعليم والتثقيف وعبر الممارسات الفعلية حتى تصبح ثقافة الحوار ثقافة ثابتة ومتأصلة في نفوس جميع أفراد المجتمع. تعليم الطلاب في المدارس والجامعات فن الحوار الحضاري وقواعده وإثراء الحصص الدرسية بالحوار المتبادل علميا وفكرياً كذلك الوالدان يجب أن يكونا صادقين بالنسبة لأبنائهم لبعث الطمأنينة في قلب الأبناء، فإذا ما تمت تربية الطفل منذ صغره على ثقافة الحوار والنقاش ستنمو بداخله غريزة السؤال والحوار مع الآخر حول أي موضوع .فبغياب ثقافة الحوار تسود سياسة التسلط والعنف والقمع وهذا يولد عند المراهق إحساسا بانعدام الثقة وعدم التوازن والشلل الذهني ويفقده القدرة على التفكير والتحليل والتحاور، وإذا ما تسربت ثقافة القمع والتسلط إلى لغة الشباب مع بعضهم فستنتقل إلى طريقة تفكيرهم وسلوكهم بالتالي تؤثر على علاقاتهم بالآخرين والبيئة المحيطة بهم، لذلك فثقافة الحوار تعتبر إصلاحاً للمجتمعات الفاسدة ونمواً وارتقاء على كافة الصعد لأن الحوار يعني الابتعاد عن الإقصاء وبالتالي استغلال كافة القدرات من أجل التنمية والإصلاح وهو ما يعتبر منتهى آمال الناس، ثقافة الحوار تتطلب الاعتراف بشرعية الآخر والاعتراف بحقه وهي المخرج الطبيعي والوقائي من أمراض التطرف والعنف وغيابها هو الذي أتاح لخطاب الكراهية أن ينمو وينتشر، لأن الحوار يفعل قيم التسامح ونقد الذات والاعتراف بالخطأ والاعتذار عنه. وبعد كل ما ذكر حوارنا درع نجاة لنا وسلاح نصرنا وهو سيد الأخلاق، هذا وقدمت مداخلات قيمة من الحضور حول الحوار وأهميته في كل البيئات الاجتماعية والسياسية والتربوية.

آمنة يوسف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار