العدد: 9515
الأحد: 26-1-2020
لا نريد أن نغرق في (الشعارات)، وأن ننجرف مع كلّ ما يُقال، وننتظر فعلاً أكثر إحساساً بالمسؤولية من جهات قادرة على فعل ذلك بما ينعكس إيجابياً على الواقع الاقتصادي والمعيشي بشكل عام..
جميل أن يبادر أحدنا إلى استنبات (طاقة إيجابية)، وجميل أن تنتقل هذه (العدوى) وتعمّ بما يسهّل على المواطن العادي توفير مستلزماته اليومية ولو إلى حين، لكن، وحتى لا نغرق في (شبر ماء)، لنسأل أنفسنا، نسأل المبادرين: عندما تبيع علبة المتة مع كيلو سكر بـ 800 ليرة، وقبل يومين كنت تبيع كل منهما بـ 600 ليرة، أي أنّك تخلّيت فجأة عن 200 ليرة في كلّ سلعة، ونحن متأكدون أنك لم تخسر، فلماذا بالأساس رفعت السعر إلى 600 ليرة؟
هل تريدون أن تكونوا مع الوطن وناسه فعلاً؟ الحلّ بسيط جداً، خفّضوا هامش الربح فقط، لا نطالبكم بالخسارة ولا حتى البيع بسعر الكلفة، ولكن إذا التزمت كلّ حلقة بهامش ربح معقول، وإذا تمّ تخفيض نسبة الكمسيون، وتخفيض أجور النقل، فإن تراكم التخفيضات سيكون واضحاً على سعر المبيع للمواطن.
ثمة مواقف عايشناها عندما تعمّدنا أن نسأل عن الأسعار وعن تبريرات البعض باستمرار البيع بأسعار عالية، فقد تجنّبوا الحديث عن سعر الصرف، وبدأ الحديث عن (قلّة العرض) وخاصة بالنسبة للبضاعة المستوردة أو المهربة!
هذا النوع من التجّار لا ننتظر منه أي موقف إيجابي، بل ننتظر أن تستطيع دوريات حماية المستهلك إدانتهم ومحاسبتهم..
ليرتنا تنتعش، وتستعيد قوتها كلما عدنا إلى الإنتاج وطوّرناه ووفّرنا له تسهيلات تقلل من كلفة المنتج، وجهّزنا (معالجات) تضمن ألا تتغلغل أصابع الاستغلال فيه من جديد.
غانــــــم محمــــــد
Ghanem68m@gmail.com