من الآخر.. الكرة السورية في مهبّ الضيـــاع!

العدد: 9515

الاحد: 26-1-

من الآخر، فجر إبراهيم ليس خياراً مثالياً لقيادة منتخبنا الوطني في المرحلة القادمة، ولا يشكل خطاً أحمر يُمنع الاقتراب منه، وربما تكون كل الخيارات البديلة المطروحة أفضل منه، ولكن دعونا نعيد قراءة التفاصيل ونسمّي الأشياء بمسمياتها، ولنرَ لاحقاً مَن على حق، أو لماذا تحاولون أن توهموا الناس بـ (ذكائكم) الخارق!؟
قلنا سابقاً، ونكرر: المنتخبات الوطنية ليست ملك أحد وليس لأحد فيها أكثر منّا، نحن الجمهور الذي لم يتخلَّ عن أي من منتخبات بلاده حتى عندما رفض بعض من سيقرر مصيرها الآن ذلك..
وقلنا ونكرر: لا يهمّنا من سيقود هذه المنتجات، بل أن كل ما يهمّنا هو أن نحسن اختيار الأكفأ لقيادتها وتطويرها..
وقلنا ونكرر: نبحث عن الوفاء في كرة القدم السورية ونرفض صيادي المواقف واللحظات، وأخلاق وأدبيات اللعبة قبل اللعبة..
دافعنا كثيراً عن الحدّ الأدنى (الفني والأخلاقي) للعمل في كرة القدم السورية، ودفعنا الثمن خسارة علاقات وأشياء أخرى، لكننا كسبنا محبة واحترام الناس وهذا يكفينا..

عود على بدء..
أنهى منتخبنا الوطني الأول ما تقدّم من مباريات في التصفيات المزدوجة (كأس العالم وكأس آسيا) بالعلامة الكاملة بقيادة المدرب الوطني فجر إبراهيم محققاً (5) انتصارات وحاصلاً على (15) نقطة، ومعها انتهى عقد المدرب فجر إبراهيم، مع نهاية عمل اللجنة المؤقتة لتسيير أمور كرة القدم بانتخاب اتحاد جديد للعبة برئاسة العميد حاتم الغايب، وتم قبل أسبوع من الآن تقريباً تشكيل اللجان الرئيسية في الاتحاد وكان الجميع بانتظار لجنة المنتخبات الوطنية برئاسة السيد عبد القادر كردغلي وإلى جانبه كل من (نزار محروس، حسين عفش، أنور عبد القادر، عساف خليفة، ماهر بحري، وليد أبو السل، نبيل السباعي) وفي تصريحات للكردغلي وصف هذه الأسماء بأنها (الأكبر) في سورية.
لن ندخل في سجالات عقيمة، ولن نتورط بـ (تقييمات) متسرعة، ولن نحكم على الأشخاص كأشخاص ولا على ما تقدم من عمل لكل منهم، سنراقب عملهم القادم ونحكم على نتائجه.
وأيضاً..
وقبل تشكيل لجنة المنتخبات الوطنية بشكل رسمي دخل السيد عبد القادر كردغلي بمفاوضات مع المدرب فجر إبراهيم وقيل أنهما اتفقا على كل شيء إلا على مدة العقد حيث اقترح الكردغلي أن تكون المدة (6) أشهر بينما طلب فجر إبراهيم أن تكون المدة سنة كاملة، وقد سبق وناقشنا إيجابيات وسلبيات المدة المقترحة للعقد ولن نكررها..
قبل يومين من اجتماع لجنة المنتخبات الوطنية يوم الثلاثاء الماضي قدم فجر إبراهيم كتاباً رسمياً لاتحاد الكرة يعلن فيه قبوله بـ (6) أشهر، لكن لجنة المنتخبات قالت له (ما زمّر بنيّك)، لقد غيّرنا خط الرحلة ولم يعد فجر إبراهيم من ضمن الخيارات، وهو بالأساس لم يكن من ضمن الخيارات وهاكم الدليل:
* أوضحت الوقائع اللاحقة أن الكردغلي لم يعطِ فجر إبراهيم مهلة محددة للتفكير، وكأنه كان ينتظر منه جواباً محدداً وهو الرفض، وهذا ما كان..
* قبل أن يعلن أي موقف رسمي بشأن فجر إبراهيم كان نزار محروس يقدّم استقالته من تدريب فريق الأنصار اللبناني، ويتم حصر الخيارات المحلية بالمحروس فقط.
* لنفترض أن فجر إبراهيم اقتنع منذ البداية بما قاله الكردغلي، هل كانت لجنة المنتخبات بعد تشكيلها ستتبنى هذا القرار؟
الطبخة جاهزة حتى قبل أن يُنتخب اتحاد الكرة، وثلاثة أرباع الجمهور الكروي يعرف ذلك، فلماذا كل هذه الدراما؟
صفحة طُويت!
هكذا وصفوا ما آلت إليه الأمور مع فجر إبراهيم، وكأنهم أزاحوا عن كواهلهم ما عجز غيرهم عن فعله، فبوركتم وبورك انتصاركم الأول..
لن نستسبق الأمور، لكن ماذا لو اهتزت مسيرة المنتخب فيما تبقى من مباريات التصفيات؟
وماذا لو دخل المنتخب حسابات معقدة في آخر المطاف وهو الذي اقترب كثيراً من تحقيق كل شيء، وهل حينها سيشفع التاريخ للمدرب الجديد بغض النظر عن اسمه وجنسيته؟
لماذا لم نساير الواقع والمنطق، ونكمل مع من نجح بتحقيق العلامة التامة حتى الآن؟
شيء من التشاؤم!
لأن النيّات غير صافية، ولأن جانباً شخصياً ما حاضر في هذه المعادلة فإن احتمالات الفشل ليست قليلة..
سنكون مع منتخبنا الأول لأنه منتخب الوطن وسندعم أي شخص يقوده، لكننا ونحن مقبلون على مرحلة جديدة، نخلي ذمتنا، ونريح ضميرنا..

«اللهم فاشهد»!
نتمنى كل الخير للكرة السورية، وشخصياً وبعد ثلاثة عقود تقريباً مع كرة القدم السورية، لستُ متفائلاً وسيجد رئيس اتحاد الكرة العميد حاتم الغايب نفسه أمام مطبّات متتالية لأن التشكيلة الكروية الحالية ليست على قدر التحديات الحالية ولا تمتلك الحنكة المطلوبة، ولئن كانت صراحتي موجعة فإن ما يبررها هو الخوف من الوجع الكروي القادم!

غانم محمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار