العدد: 9510
الأحد: 19-1-2020
ما الذي يدفع بعضنا إلى مخالفة القوانين أو الاحتيال عليها؟
لماذا أوّل ما نفكّر به عندما يوقفنا (شرطي مرور) على سبيل المثال، هو أن نضع (500) ليرة، بين أوراق السيارة التي يطلبها هذا الشرطي، والذي ربما لا يطلب أوراق السيارة إلا من أجل أن نضع له الـ (500) ضمنها!
لماذا ونحن نفعل ذلك لا نخشى من الشرطي أن يضيف إلى مخالفتنا المرورية تهمة محاولة رشوته وهو على رأس عمله الحكومي؟
ولماذا نضع بضعة آلاف من الليرات ضمن أوراق معاملة مخالفة، ونحن متأكدون أن ابتسامة الموظف هي الجواب؟
لا نتحدّث عما أسميناه (سنوات الأزمة) وحسب، وإن كانت هذه السنوات قد قست علينا كثيراً، لكن هذا الأمر هو نتاج تراكم أفعال ومواقف يكاد يتحوّل إلى ثقافة مجتمع بأكمله!
لا أحد يعطيك الدليل المادي الملموس، لكن الجميع يشكو من هذا (الفساد)، ولا أحد أيضاً يستطيع أن يعطيك الدليل المادي على عدم وجوده رغم أنّ الكلّ يدّعي محاربته أو تضايقه منه؟
نعود إلى سؤال البداية: لماذا نفرح بـ (الاحتيال) على القوانين؟
قد يكون لغياب التربية القانونية في مراحل تنشئتنا الأولى دور مؤثر، وقد يكون لضعف الذراع التنفيذية الحامية للقوانين دور، وربما يكون الدور الأكبر لغياب القدوة الوظيفية، وربما كلّ هذه الأمور مجتمعة، والبحث في الأسباب ليس مهماً إلا إذا أردنا أن نبني عليها الحلول، فهل تحضر الرغبة في ذلك، وتُدعم بأدوات تنفيذية صارمة ويكون تطبيق القانون بـ (الصر.. امة)؟
لا نعمم، ولكن عندما نتصرف بمثل هذه التفاصيل دون حياء أو دون خوف من أي عاقبة، فهذا يعني أننا لسنا على (الصراط المستقيم) وأنّ الأمور مرشّحة إلى مزيد من التدهور وهذا ما نخاف منه!
غانــــــم محمــــــد
Ghanem68m@gmail.com