العــــــــــــــدد 9510
الأحد 19 كانون الثاني 2020
من خلال اكتشاف مدينة أوغاريت بعد سبعة وثمانين عاماً بدأنا نعرف الحياة اليومية التي كان سكانها يعيشونها في ذلك الزمان ومدى الرفاهية التي كانت سائدة. هذا ماأشار إليه الأستاذ غسان القيم عندما سألناه عن أبنية أوغاريت وتابع قائلاً: لذلك فإننا تستطيع استنتاج الصورة الحقيقية لشكل الأبنية من خلال بقاياها الشاهدة أمامنا. لقد أكدت لنا المكتشفات الأثرية إنه إذا أراد الإنسان الأوغاريتي أن يغدو سيداً أي مواطناً كامل الحقوق ينبغي عليه أن يملك بيتاً خاصا به ، لأن العيش في بيت غريب كان يعد أمراً مقيتاً جداً ويدل على وضعه الاجتماعي.. فالبيوت الفاخرة /طبعاً بالنسبة الى ذلك العصر/كانت مسقوفة بحجارة جميلة وأسوارها الخارجية كانت مطلية بطبقة من المونة الكلسية ….وكان يوجد وسط كل بيت فسحة سماوية يتوسطها بئر ماء مع بركة صغيرة يستند بجانبها جرة كبيرة من الفخار لحفظ الماء وفي الفسحة يتواجد الفرن /التنور/ من صناعة الخبز إضافة إلى وجود الحمام وغرفة الغسيل والمطبخ ومخازن المؤونة التي كانت كبيرة نسبياً ..بعد ذلك ندلف الى الطابق الثاني بواسطة درج حجري حيث تتواجد فيه غرف النوم … أما مقابرهم فقد بنوها تحت الطابق الأول لدفن موتاهم .. والأوغاريتي كان يرى في نوافذ البيت المطلة على الشارع مصدر خطر كبير ومن المرجح أن النوافذ نادراً ما فتحت وكانت ضيقة بحيث لا تتيح للشخص العبور منها من الجدير بالذكر ان شبكات التمديدات الصحية ومصارف المياه المستعملة كانت متطورة اكثر من مثيلاتها في بعض مدن الوقت الحالي وإن المياه كانت متوفرة بشكل كاف وكان الصرف الصحي للمدينة يصب في شبكة رئيسية تحت الارض خارج المدينة ولم تكن تصب في البحر وذلك حرصاً منهم على حماية وسلامة الاحياء البحرية والبيئية ومستوى المياه الجوفية كان مرتفعاً ،كذلك النهران اللذان يحيطان بتل رأس الشمرة .. كانا يساهمان في توفير المياه .وهما نهرا شبيّب والدلبة إضافة الى الينابيع التي كانت تأتي من الأودية والجبال القريبة من المدينة. خلاصة القول :إن المنزل الأوغاريتي شكل مكاناً مثالياً للراحة والمتعة وعنصراً هاما ً من عناصر المسكن الشرقي. والصورة هي للمنزل الأوغاريتي كما تخيلته البعثة الأثرية العاملة في موقع أوغاريت الأثري.
لمي معروف