تعد فرقة كحلون في بلدة صدد من الفرق الفنية التي أثبتت حضورها الواسع من خلال نشاطاتها الفنية ، جمعت مواهب متعددة و الشغف واحد وحلم النجاح هو دافع الفرقة للتقدم والارتقاء إلى مستوى الاحترافية وتقديم أعمال فنية تتغنى بتراثنا الغني ،وسميت الفرقة بهذه التسمية نسبة لجبل كحلون أحد معالم بلدة صدد التي تضم الكثير من الخامات الثقافية والفنية.
تنمية مواهب جديدة
عن جديد الفرقة وأعمالها تحدثت مديرتها ملك حنون قائلة : الفرقة غدت تؤهل كوادر ومدربين فقد تطورت إمكانياتها ومواهبها وأصبحت قادرة على تنمية المواهب الجديدة ، وتهتم الفرقة بتشجيع عدد كبير من الأطفال للتخصص بالموسيقا وصقل مواهبهم ،بالإضافة لمتابعة عدد من الشباب الجامعي للدراسة في المعهد العالي للفنون المسرحية .
وأضافت : قمنا بخطوة نفتخر بها وهي تخصيص نشيد للفرقة خاص بأعمالها من كلمات وألحان محلية ونطمح لأن يتم توزيعه وتسجيله بأحد الاستوديوهات على مستوى أكبر ، وفي الآونة الأخيرة أقامت الفرقة في مجال التمثيل” دورة إعداد ممثل” بالتعاون مع معهد الثقافة الشعبية في حمص تم خلالها تأهيل عدد من الأعضاء الممثلين من خلال التدريبات الاحترافية التخصصية وتبادل الخبرات مع مواهب متعددة من خارج البلدة ، والفرقة الآن تعمل على تنسيق دورة في تعليم مبادئ الرسم بالاعتماد على اختصاصيين لمتابعة عدد كبير من المواهب وتمكينها .
وتابعت : الفرقة ليست فقط تجمعا للمواهب بل مصدرا لبناء الذات وتعزيز الأدوار للمساعدة في الحفاظ على رقي مجتمعاتنا والتغني بتراثنا و وتطوير إمكانيات الشباب ومواهبهم الفنية .
نشاطات متنوعة
وعن نشاطات الفرقة قالت : تقدم أعمالا فنية متنوعة في مناسبات مختلفة و أمسيات غنائية تتضمن أعمالا عن التراث السوري ، و تشارك في مهرجان صدد العراقة الذي يقام سنويا في البلدة ،ومن خلال الفرقة تم تجسيد أعمال مسرحية هادفة و تقديم رسائل متنوعة للجمهور عن الوطن والشهيد ،وبعضها من نمط الكوميديا السوداء ،و هناك أيضا المسرح التفاعلي نحاكي من خلاله مشكلات اجتماعية للوصول إلى أفضل الحلول , ونسلط الضوء أيضا على شريحة الأطفال من خلال لوحات فنية من نمط المسرح التعليمي ،كما نظمت الفرقة افتتاح معارض سنوية للرسم والفنون اليدوية تضمنت الحرق على الخشب والرسم على الزجاج والرسم بالفحم والألوان الزيتية والكثير من الإبداعات اليدوية كما تضمنت أيضا العديد من المنحوتات والأعمال الخشبية من تراث المحافظة ،بالإضافة إلى تقديم استعراضات للدبكات الشعبية، وآخر أعمال الفرقة إقامة احتفال بمناسبة عيد الميلاد المجيد تضمن أغان وتراتيل ميلادية حديثة تأليف والحان احد المدربين في الفرقة بالتعاون مع مجموعة من الشباب العازفين وتحضر الفرقة الآن العديد من الأعمال المتميزة ومعرض فني بأفكار جديدة.
تلامس الواقع
وعن كيفية اختيار الفقرات الفنية قالت : يتم انتقاء الفقرات الفنية أولا بما يتناسب مع أجواء المناسبات الوطنية والثقافية والاجتماعية التي تشارك بها و تلامس الواقع السوري و تسليط الضوء على الكثير من القيم الفنية والإنسانية والوطنية .
تنمية المواهب
وعن شروط الانتساب للفرقة قالت : وجود الموهبة لدى الشخص وتلك لا يحكمها عمر معين ودورنا يكون من خلال التدريبات والبروفات الأسبوعية والعمل على تنمية هذه المواهب وتطويرها نحو الإبداع لننهض بها من خلال لوحات فنية على المسرح، ومن خلال البروفات نقوم بتمارين تخصصية منها صوتية لتحسين الأداء الغنائي وبناء الأصوات ( بشكل كورال جماعي وغناء إفرادي ) ومنها تمارين رياضية لتحسين اللياقة البدنية للممثل .
وعن الصعوبات التي تواجه عمل الفرقة قالت : تفتقر قرية صدد لوجود معاهد متخصصة تهتم بأنواع الفنون وبعدها عن مركز المدينة يشكل عائقا أمام المواهب ، كذلك عدم وجود بناء خاص بالمركز الثقافي في صدد يشكل وجعا حقيقيا يلامسنا في ظل وجود عدد كبير من المواهب التي تمتلك الإمكانيات الرائعة ونأمل من المعنيين تقديم المزيد من الدعم والاهتمام لتذليل الصعوبات أمامنا منها الافتقار لمكان مؤهل لتنفيذ التدريبات الأسبوعية ، علما أننا منذ انطلاقة الفرقة ونحن نتدرب في احد منازل الأهالي في صدد وأيضا نعاني من عدم وجود صالات وقاعات مجهزة للمعارض الفنية وكذلك غياب المسارح وعدم وجود أجهزة الصوت الاحترافية التي تفي بالغرض، عدا عن عدم توفر الإمكانيات المادية الكافية لدعم وصقل الأعمال الفنية بصورة أكثر شمولا وقوة ، و المورد الوحيد للفرقة هو التبرعات المتواضعة من أهالي البلدة .
عمل مشترك
وعن الأعمال المستقبلية قالت : الأعمال المستقبلية حافلة ومن ضمنها تنسيق عمل مشترك على مسرح دار الأوبرا في دمشق ، وإقامة معرض فني بنمط مختلف والأول من نوعه ونسعى إلى أن يتم افتتاحه بشكل موسع بالتنسيق مع مناطق مجاورة والتحضير أيضا لعمل عن التراث المادي واللامادي في سورية بالتعاون مع اختصاصيين .
دعم مادي
وعن طموحاتهم المستقبلية قالت : نطمح لتخصيص مقر ثابت للفرقة يتم من خلاله تطوير الإمكانيات، وتوسيع مشروع الفرقة لأن يصبح بمثابة معهد تعليمي ورفده بأساتذة اختصاصيين يتلقى من خلاله أصحاب المواهب سواء أكانوا من أعضاء الفرقة أو من خارجها دروسا أكاديمية في مجالات العزف والغناء والتمثيل والرسم ،خاصة وأن البلدة تفتقر لمثل هكذا معاهد وحتى في القرى المجاورة وهذا الموضوع يحتاج للدعم المادي والتنسيق الدائم ،ونأمل أن يتم التعاون مع فرق فنية مختلفة بمناطق مجاورة وأعمال مشتركة يتم من خلالها تبادل الخبرات والمحافظة على الإرث السوري الثقافي الفني الذي تملكه سورية في كافة المجالات , كما نطمح لتأسيس مسرح في بلدة صدد لعرض كافة الأعمال الفنية.
يذكر أن الفرقة تأسست في 3-3-2015 وتم توسيع الفرقة لتصبح فرقة مواهب فنية لا تنحصر بالمسرح فقط وتستقطب أكبر شريحة ممكنة من كافة الأعمار وتسليط الضوء على مواهبهم المتنوعة وتضم أقسام : الفنون و التمثيل والغناء والعزف والشعر والرسم والرقص والدبكات الشعبية .