الحمـــام الرومانــي.. تصميـــم ســبق عصـــره

العـــــدد 9501

الإثنــين 6 كانون الثاني 2020

 

لم يحدْ كثيراً الهدف من هدم مدرسة عز الدين القسّام في جبلة عن مرماه بتشذيب وسط المدينة وإظهار أوابدها الاثرية التي أضيف إليها أثراً جديداً منذ عام 2007 بتكشفّ معلم جديد عزّز الدوافع الأساسية لبناء مجمع تجاري يخلق فراغاً بصرياً بين المدينتين الجديدة والقديمة، الحمام الروماني هو اكتشاف هام لمبنى فريد في مدينة مأهولة بالسكان كجبلة، وما فتئت الحمامات الرومانية أن تكون إلّا مجمعات ترفيهية، تضم إضافة لأماكن الاستحمام والتدليك قاعات للمحاضرات والمطالعة مع حدائق تحيط بالمبنى، وقال مدير الآثار في اللاذقية المهندس إبراهيم خير بيك إنّ الحمّام يعود للعصر الروماني يتألف من ثلاث صالات كبيرة للقسم الساخن وخمس أخرى مختلفة الأبعاد للقسمين الوسطاني والبراني وظهرت في صالات القسم الساخن أو ما يعرف بالجواني معالم قنوات لتصريف ومرور الهواء الساخن إلى الصالات إضافة لوجود مكان لخزان تسخين المياه، ويبدو أن أرضية الصالات كانت مبلطة بالرخام، وضمن تلك الصالات تم تحديد وجود أحواض استحمام منها ما يأخذ شكل مستطيل وأخرى نصف دائرية أما القسم الوسطاني والبرّاني فلقد ظهرت فيه قناة لمياه الصرف تتجه شرق، غرب وقناة ثانية تتجه شمال، جنوب وهي في الوقت نفسه قناة تصريف مركزية للمدينة، وإحدى صالات هذا القسم مبلّطة بالفسيفساء، وقد ظهر جدار بطول 25 متراً وعرض متر واحد مبنيُ بحجارة كبيرة الحجم يشكل الحدود الشرقية للمبنى، وكشف في الجهة الجنوبية عن أساسات لمبنى، حجارته غير مشذّبة يتألف من عدّة غرف يرجع تاريخها للقرن الثاني قبل الميلاد، ويرجّح بأنه أعيد استخدامها كسكن للخدم والعمال أو كمستودعات ومحلات تجارية خاصة لبيع العطور كما عثر على مجموعة من النقود البرونزية والوزنات المصنوعة من الرصاص والعديد من التقالات المصنوعة من الفخّار المستخدمة في مشغل الحياكة، وبعض السرج الفخّارية تعود للعصرين الهلينستي والروماني ونقود برونزية بعضها يعود لنقود مدينة جبلة التي كانت في العصر الهلنيستي أحد المراكز الرئيسة لصلك النقود على الساحل السوري بالإضافة لقطعة نقدية تعود إلى القرن الرابع الميلادي من صك نقود الاسكندرية وقلادة صغيرة من الذهب.

خديجة معلا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار