العدد: 9500
الأحد:5-1-2020
في اللحظة الفاصلة بين عام جديد وعام مضى، رأيت الوطن يتفتح كزهرة نرجس،
ويسير فرحاً راقصاً على ماء الفرات، تلك البحيرة التي كانت في الأسر تحررت،
ومشت فيها زوارق النجوم، تروي حكاياتها وهي تسبح في لجة ضوء القمر، وعلى الضفة صبايا الفرات تغني للوطن، تلك الفراتية السمراء روت حكايتها، كانت شجاعة، وقتلت من حاول اغتصابها، ومشت إلى موقع للجنود السوريين، فدثروها بثوب الأمن، ونادوها يا أختاه، بكت على أكتافهم، فنهضوا يقاتلون.
***
العام 2019 كان عام الانتصارات والأمل الدائم بانتصارات جديدة، لا شيء يحزن في العام الذي انصرم سوى فساد من أراد أن يتحول إلى جرذ في جسد الوطن، في الحرب انتشر القتلة، وانتشرت جرذان الفساد.
***
الحرب اليوم ستدخل عامها التاسع، أو تقترب، على مدارج الوطن من المالكية إلى معرة النعمان إلى حلب إلى كل مكان، يتفتح انتصار المقاتلين وروداً وأحلاماً على أسوار عالية، ويطير الأمل كعصافير في حقول الحصاد، من حقل إلى حقل لتحريرها.
***
لا غرابة اليوم ونحن في الأيام الأولى من عام جديد، أن ننسج حكاياتنا بخيوط الضوء، نحن في سورية أحفاد أشعار عنترة العبسي في الشجاعة، وأبي فراس الحمداني في الفروسية، والمتنبي في الشعر، وأبناء ثوار الثورة السورية (الشيخ صالح العلي وسلطان باشا الأطرش) في القتال للتحرير، من يجهل تاريخ سورية،
وعلى الأخص كيف انتصرت سورية على كل الغزاة الذين جاؤوها، يستغرب تلك العلاقة بين الرجال الذين يقاتلون الإرهاب والوطن.
***
الوطن ليس حكايات ألف ليلة وليلة، الوطن أرض مقدسة، وفي تعبير آخر، نبض شهيد وجريح، وحكاية عاشقين، مادام عشق الوطن حياً، سيظل الوطن حياً، ويظل أبناء الوطن أحياء، وتظل أحلامنا حية، والحرب مهما طالت ونزفت، ليست سوى وقفة في تاريخ طويل، يتفتح في كل مرة فجراً، ويبدأ رحلة جديدة، وحكاية جديدة.
للعام جديد، باقة ورد لكل شرفاء الوطن.
سليم عبود