مدخل مدينة اللاذقية الرئيسي والاهتمام المطلوب

العدد: 9500

الأحــــــد 5 كانون الثاني 2020

تعد مداخل المدن من المواقع التي تولي البلديات جل اهتمامها بغية إظهارها بالشكل اللائق الذي يعطي الصورة الأوضح عن جمالية المدينة وتنظيمها وخدماتها.
ولعل المتابع لواقع حال مدخل اللاذقية الرئيسي يلحظ الكثير من المنشآت التي تدل على الاهتمام بهذا الأمر من مجلس مدينتها إن كان على صعيد إقامة المنصفات أو زراعة الأشجار التزيينية أو أعمدة الإنارة والحدائق والمساحات الخضراء التي أريد من خلالها تجسيد جمال اللاذقية وهي المدينة السياحية بامتياز والتي تشكل مقصداً لمختلف أنواع السياحة الداخلية والخارجية القادمة للاستمتاع بجمال شواطئ هذه المدينة الجميلة ومعالمها المختلفة وإذا كان ما قدمناه الجزء المليء من الكأس فإن الجزء الفارغ منه يحتوي على الكثير من الحقائق التي كنا نتمنى ألا نراها وذلك انطلاقاً من أمنياتنا وسعينا جميعاً لإظهار مدينتنا بأبهى صورة ومن بين هذه المظاهر ما نراه من إهمال واضح للمساحات الفارغة والخضراء على حد سواء وهو الأمر الذي تكون نتيجة سنوات من الإهمال التي كانت تكتنفها بعض الهبات لمعالجة ما تراكم من تقصير ومنها ما قامت به مديرية زراعة اللاذقية منذ سنوات لإزالة الردميات والإشغالات والأشجار العشوائية التي كانت موجودة في مداخل اللاذقية وهي الخطوة التي باركناها جميعاً على أمل إحداث نقلة في المواقع المستهدفة وتحويلها إلى مساحات خضراء غناء وهو الأمر الذي لم يحدث حتى الآن دون أن ندري ما هو السبب في ذلك لا سيما وأن المساحات التي نظفت مهددة بالعودة إلى ما كانت عليه نتيجة لعدم استكمال ما كانت تسعى مديرية الزراعة لتحقيقه وهو الأمر الذي نتمنى أن تتغير آليات العمل المتبعة حالياً لإنجازه وذلك بهدف معالجة صورة نأمل جميعاً بأن تكون أجمل.
وبالاتجاه إلى مداخل المدينة الأقرب فإن منظر الأشجار الموجودة في المساحات الخضراء المحيطة بجسر حلب تبدو بدورها بحاجة لمعالجة ولإيلاء المزيد من الاهتمام بها لا سيما في ظل الإهمال الواضح الذي تتعرض له والمتمثل بمضي سنوات دون إجراء أية عملية تقليم أو تعشيب لها وهو ما جعلها بيئة مناسبة لنمو الأعشاب والشجيرات الضارة قصب وغيره التي أساءت إلى جمالية الموقع بل وتسببت في حدوث أكثر من حريق أودى بكثير من الأشجار التي مضى على زراعتها عقود في لحظات وهو ما يبدو واضحاً في أكثر من مكان من الموقع المذكور الذي غابت عنه أغلب الكراسي الاسمنتية وبدا الباقي منها مكسراً ليطرح أكثر من سؤال عن سبب وجوده في هذه الحالة التي تحرم من يريد الاستراحة في هذا المكان من إمكانية الجلوس.
ومن أوجه غياب العناية في المكان المذكور حال موقع سارية العلم الوطني واللوحة الرخامية المكتوب عليها (اللاذقية) الذي يبدو بحاجة ماسة للعناية به بجعله يليق بقداسة ما يوجد فيه علم الوطن ورمز عزتنا الذي نفديه بالأرواح وهو الأمر الذي يجعلنا نشدد على ضرورة معالجة حال الموقع الموجود فيه لإظهاره بالصورة الأبهى والأجمل المرسومة في ضمائرنا ومخيلتنا جميعاً.
وأما الأشجار والنباتات الموجودة في المنصف الطرقي في مدخل المدينة فهي أيضاً بحاجة للمزيد من الرعاية والاهتمام حيث يظهر جلياً التقصير الحاصل في رعايتها والمتمثل في عدم تقليمها وتشذيبها وترميمها منذ فترة طويلة أيضاً.
وأخيراً: فإن حديثنا عن الجزء الفارغ من الكأس لا يعني الانتقاص من أهمية ما أنجز بل الإشارة إلى بعض الثغرات التي من شأن معالجتها إظهار لاذقيتنا بالصورة الأجمل وهي الصورة التي رصدت لأجلها المئات من الملايين وجندت لأجل رسمها المئات من عمال الحدائق والنظافة الذين يطرح حال المواقع التي ذكرناها في ظل وجودهم أكثر من سؤال!

نعمان أصلان

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار