الشاشات تخرب عقول أطفالنا

العدد: 9500

الأحد:5-1-2020

إن الألعاب والأجهزة الإلكترونية مثل التلفاز وألعاب الفيديو والكمبيوتر تترك الأثر الأكبر في تنشئة الأطفال في دول العالم وربما تتفوق في تأثيرها بالمدرسة والأسرة خاصة إذا كان معدل المشاهدة أو الاستخدام يزيد عن ساعتين في اليوم الواحد. 

وتتمثل في وضع هذه الأجهزة داخل غرف الأطفال الأمر الذي يؤدي إتاحة الفرصة أمامهم لاستخدام تلك الأجهزة أطول فترة ممكنة من دون رقيب على كيفية وطريقة الاستخدام.
وحجم الاتفاق على هذه الأجهزة يزداد بوتيرة متسارعة ويعود السبب إلى نشاط الشركات وطرح الآلاف من الألعاب في كل عام. وتطويرها بشكل سنوي ولكي تبقى المستفيد الأكبر من تنامي هذا النشاط وزيادة الإقبال عليه من قبل الكبار والصغار وكلنا يعرف ما قد يلحق بالطفل نتيجة الاستخدام المفرط لهذه الألعاب كمشكلة العزلة والتخلف الدراسي والميل إلى العنف والعدوانية وحتى تتمكن الأسرة من تفادي تلك النتائج المرعبة ينبغي على الوالدين مراقبة أنماط المشاهدة واختيار برامج معينة يمكن لجميع أفراد الأسرة ممارستها أو مشاهدتها.
وبما أن تنمية مدارك الطفل تعد ضرورة في مختلف فترات العمر يكون لزاماً على الأسرة توجيه الطفل نحو طيف من النشاطات المختلفة وينبغي التركيز على اكساب الطفل عدداً من المهارات الحركية والذهنية ما يساعد على تنشئة طفل يقبل التفاعل الاجتماعي وروح التعاون مع الآخرين وينبذ العزلة والأنانية.
وعلى العكس من ذلك تتمثل الآثار السلبية الناجمة عن الألعاب الالكترونية في زيادة مستوى العنف بين الأطفال ففي الوقت الذي تشجع فيه الألعاب الأخرى مشاركة أكبر عدد ممكن من الأطفال نجد الألعاب الالكترونية مثيرة للشغب بين الأقران ويحاول كل واحد منهم الاستحواذ على لوحة المفاتيح أو مقبض التحكم لأطول فترة زمنية ممكنة وتتعزز أوجه السلوك العدواني والتصرفات العنيفة من خلال الإفراط في مشاهدة أفلام الرسوم التي غالباً ما تكون غنية بمشاهد العنف.
عدا عن التأثيرات السلبية التي تلحق بصحة الأطفال من جراء استخدام الأجهزة الالكترونية ومنها ضعف القدرة البصرية نتيجة لتعرض العينين لمجالات الأشعة الكهرومغناطيسية قصيرة التردد المنبعثة من الشاشات بمختلف أنواعها.
إلى جانب الإصابات التي تلحق بالجهاز العضلي والعظام وآلام الرقبة وسوء التغذية وعندما يصل استخدام الأجهزة إلى حد الإدمان تظهر على الطفل مشكلات اجتماعية ناجمة عن صعوبة التأقلم مع الأنماط الحياتية الطبيعية .

لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار