أمية ملص لـ: «الوحدة» أتمنـّـى مـن المخرجـــين أن يبحثــوا عــن شــيء جديـــد في الفنـّــان أنــا ممثلـــة قويـّـــة وأؤدّي أيّ دور يـُعطــى لي شــــكلاً ومضمونــاً

العدد: 9499

الثلاثاء: 31-12-2019

 

طبعت اسمها بأحرف من ذهب في عالم الدراما السورية واقترن حضورها بأصعب الأدوار، برعت بتقديم مختلف الأنماط الدرامية ومختلف الشخصيات ولكنها في الفترات الأخيرة، غابت قليلاً عن الساحة، لكن محبة الجماهير لم تفارقها يوماً، خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق، قسم التمثيل، وعضو في نقابة الفنانين منذ عام 1993.

* بدايةً أخبرينا عن دورك في مسلسل صقار الذي سيعرض قريباً
** هذه تجربتي الأولى باللّهجة البدويّة، وكانت تحدّياً لي، كون الممثل عليه أن يبرعَ في كلّ الأنماط والأدوار، وبفضل الله أتقنتُ اللّهجةَ وكنت سعيدةً كثيراً بهذا الدور.
* نشاهد لكِ نشاطات كثيرة حاليّاً، مع أنّك لم تكوني في أجواء الأصحاب والأصدقاء، هل أنتِ مع الصّداقات بالوسط الفنّيّ؟
** أنا شخص اجتماعيّ، لكن لي مزاجيّة خاصّة بموضوع المهنة، ووجدت أنّ العلاقاتِ مهمّةٌ ضمن مجال العمل، لأنّ كلّ صديق منّا يطرح وجهة نظره بالمهنة أو فيصبح هناك أفقان منها الصّداقة ومنها العمل.
* لماذا أكملتِ بباب الحارة بالنّسخة الجديدة مع قبنض على الرّغمِ من أنّك أسّستِ مع بسام الملّا، هل من أجل الأجر أم حفاظاً على شخصيّة بوران؟
** في هذا الجزء كان دوري مُلغى مع بسام الملا، كوني كنتُ مسافرةً، وكان المقرّر حذف دوري لكن علاقتي جيّدة مع شركة قبنض، وعندما عدت من السفر وجدتُ أنّهم لم يلغوا دور بوران مع أنّهم لم يتواصلوا معي، وعودة الكاتب مروان قاووق للأجزاء شجّعني على المشاركة، وكنت عائدةً حديثاً للبلد ووجدت دوري جاهزاً فاخترت أن أعودَ للمهنة عن طريق دوري المكتوب والجاهز، أمّا عن الأستاذ بسّام الملّا فعلاقتي به طيّبة وهو الّذي أعطاني فرصاً مهمّةً بالحياة وهو مخرجٌ مهمّ وأتمنّى له العودة إلى السّاحة، وأفرح كثيراً عندما أعلم أنّه يحضّر لعمل جديد.
* ماذا قدّم لكِ دور بوران في باب الحارة؟
** قدّم لي شهرةً واسعةً في بلدنا وخارجها، وهذا الشّيء لمسته أثناء زيارتي لبغداد ولبنان وتونس، حتّى عندما زرت أوروبا وجدت أنّ بعض أبناء الجالية العربيّة يعرفونني بفضلِ هذا الدّور.
* برأيك ما هو سبب تراجع الدّراما السّورية في الوقت الحاليّ؟ وما رأيك بكثرة الوجوه الجديدة؟
** تراجعت لأنّها حوربت كما تُحارب أيّ ثروة وطنيّة نملكها، أمّا عن الوجوه الجديدة فدائماً هناك وجوه جديدة، وهذا شيء طبيعيّ، ونحن كنّا في مرحلةٍ ما وجهاً جديداً، و السّاحة تتّسع لكلّ الأجيال.
* ما آخر التّحضيرات والنّشاطات الجديدة؟
** أولاد الشّر قريباً سيبدأ تصويره، وسوف أؤدّي فيه دور زوجة الفنّان فايز قزق الّذي يعاني من مشاكل نفسيّة، وهذه المشاكل تحوّله لقاتل متسلسل والزّوجة تكون أوّل ضحيّة من ضحاياه.
* مشاركتك في مسلسل باب الحارة، أو لنقول في البيئة الشّامية بصورة عامّة، هل حصركِ بكاركتر معين وفرضَ عليكِ البقاء في جوّ البيئة الشّاميّة؟
** لكلّ عمل جانب سلبيّ وآخر إيجابيّ، فباب الحارة مثلاً حقّق لي شهرة كبيرة وواسعة ورسّخني في عقول المشاهدين نظراً لكثرة الأجزاء، أمّا جانبه السّلبي فقد كان السّبب بأنّ شركات الإنتاج حصرتني بهذا (الكاركتر) وأصبحت نظرة بعض المخرجين لي ضيّقة، أيّ أنّ هذه الممثّلة تؤدّي هكذا أدوار، كلّموها لتؤدّي دور مشابه، وأنا أتعجّب لماذا لا يكون لدينا مخرج يحاول أن يكتشف قدرات الممثّل في أكثر من دور ويخرج منه الإبداع كما عمل المخرج يوسف رزق في مسلسل الخطّ الأحمر، وعلى الرّغم من ظهوري القليل في مسلسل أبناء القهر ولكنّه كان عملاً مختلفاً، وفي الخبز الحرام كانت تجربة مميّزة مع المخرج تامر إسحاق الّذي قدّمني بصورة جميلة، وأنا أكنّ له كلّ المودّة والاحترام، لذلك يجب أن تكون السّاحة مزدحمة بمخرجين يرون الجانب الآخر من الممثّل وخاصّة إذا كان أكاديميّاً، وليس دخيلاً على المهنة أو متسلّقاً يؤدّي الأدوار لمجرّد تأديتها من دون احترافيّة أو دقّة أو اهتمام، أنا ممثّلة قويّة وأتحدّى أن أؤدّي أيّ دور يُعطى لي شكلاً ومضموناً.
* كنتِ مع الفنّان أيمن زيدان في أكثر من عمل، لماذا لم تكوني معه بالسّينما، فهو الآن يعمل في مجال الإخراج السّينمائيّ، هل عرضَ عليكِ المشاركة في السّينما أو المسرح؟
** وجّه هذا السّؤال له، هو قدّم لي فرصاً مهمّة وأنا أحترمه كثيراً، وأقدّر العطاء الكثير الّذي قدّمه للدّراما، أتمنّى أن يراني شريكة معه في أعماله القادمة، هو في فترة من الفترات عمل في أجزاء مسلسل خمس نجوم، وكنت بعيدة في تلك الفترة، لأنّني بعيدة عن هذه الأعمال ولا أحبّها، لأنّ الكوميديا الّتي تعتمد على التّهريج لا تستهويني.
* شاهدنا لكِ نشاطات في معرض دمشق الدّولي في مجال الدّراما الإذاعيّة، لماذا لا نراكِ بالدّراما الإذاعيّة بشكلٍ دائم؟
** أنا أحبّ كثيراً العمل في مجال الإذاعة، وعندما يأتيني عرض ألبّيه، لكن ربّما القائمين عليها يفضّلون إعطاء الفرص لوجوه جديدة فمن هذا المنطلق، تأتيني فرصٌ متوسّطة وأحياناً قليلة، لكنّني أحبّ مجال الإذاعة وبالفعل كانت تجربة جميلة ومميّزة في معرض دمشق الدّوليّ.
* على الرّغم من أنَّك فنّانة قديمة وعندك رصيد مميّز في المشاركات لكنَّ الإضاءة الإعلاميَّة عليكِ كانت ضعيفة بالفترات الأخيرة، هل لديك عتب على الإعلام بشكلّ عام؟
** كلا لا يوجد عتب على الإعلام، لكن عتبي على تغييبي عن بعض الفعاليات والمشاركات الّتي لها علاقة بنشاطات فنيّة، وأودّ التّنويه أنّه لا يوجد ما يُدعى بفنّان صفّ أوّل، هناك فنّان يحصل على فرصة يستغلّها بطريقة صحيحة ولحسن الحظّ يحظى العمل بإخراج جيّد وعرض على قنوات مهمّة وأموال وفيرة.
* من هو أو هي أيقونة الدّراما السّورية برأيك؟ ومن هو الفنّان الّذي تتمنّين أن تمثّلي إلى جانبه كثنائيّ دراميّ؟
** المعاملة الرّاقية والجانب الإنسانيّ للفنّان عامل مهمّ جدّاً، أنا أرى أنّ الفنّان يكون مهمّاً إذا كان إنسانيّاً في معاملته مع الجميع، سواء في التزامه بعمله أو في تواضعه مع جمهوره، أنا لا أنسى الهرم خالد تاجا فقد كان يتعامل مع الكبير والصغير بكلّ رقيّ وهو فنّان عظيم لا يؤدّي دوراً إلّا و يعطيه حقّه، والقدير عبد الرحمن آل رشي لم نرَ أرقى من حضوره ولا ننسى معاملته المميّزة لنا، السّيدة منى واصف أيضاً محترمة مع الجميع وتقدّرهم.
* هل أنتِ راضية عن مسيرتك الفنّيَّة؟
** لستُ راضية مع أنّني أملكُ شعبيّةً ومحبّةً كبيرتَين من النّاس، لكن يبقى لديّ طموح الوصول لمكانٍ أكثر أهميّة.
* نصيحة منك لكلّ العاملين في الدّراما السّوريّة من أجلِ تطويرها؟
** أتمنّى من المخرجين أن يبحثوا عن شيء جديد في الفنّان وخاصّة إذا كان أكاديميّاً وله سنوات في المهنة، عدم تنميطه في نفس الأدوار، أمّا من شركات الإنتاج فأريد منهم التّعامل برقيّ مع الفنّانين، لأن الفنّان شخصٌ مرهفُ الإحساسِ وراقٍ، وبالنّسبة لمديري الإنتاج أتمنّى منهم عدم تغييب ممثّلين مهمّين من أجل مصالحهم الشّخصيّة والمادّيّة.
* إلى أين تتمنى أمية ملص الوصول؟
** لن أقول للعالمية، لأنه بنظري سورية تختصر العالم، لكن أتمنى الوصول إلى قلوب مخرجين يروني بشكل صحيح ويمنحوني فرصاً أهم ومتنوعة أكثر مثلما وصلت إلى قلوب الكثير من الجماهير.

يزن نبيه خضّور

تصفح المزيد..
آخر الأخبار