عـــــام يرتحـــــــل

العـــــدد 9498

الإثنين 30 كانون الأول 2019

 

هي ذي الأيام الأخيرة في عام يلفظ آخر أنفاسه، يجمع أشياءه على عجل ليلحق بقاطرة الزمن.
عام كان مليئاً بأحداث متفاوتة بين حلوها ومرها، وما يميزه كما الأعوام الماضية هو مزيد من الخيبات، أصدقاء غادروا مرتبة الصداقة إلى ما دونها، أحبة تنازلوا بدم بارد عن قدسية المشاعر وقصائد اللهفة، وطيبون رحلوا عن الحياة وتركوا ما تركوا من الوجع الموغل في الصدر.
قالت لي جدتي ذات مساء بعيد: كلما تقدم الإنسان في العمر، زاد وجعه بسبب من يفارقه من أحبة، هي سنة الحياة، وجوه جديدة تلتحق بقاطرة الزمن، ووجوه تغادرها في محطات الغياب، وما بين آت وراحل تضطرب خلجات الروح بين حزن وفرح، لهفة لقاء وحسرة رحيل.
في غمرة كل هذه الآلام والانكسارات نبحث بجهد محموم عن بصيص فرحة هنا أو لهفة أمل (نحن محكومون بالأمل)، ينقلنا الأمل بعيداً عن هذا الواقع المشبع بالحزن والضيق، يحملنا إلى فضاءات بلا حدود، لا أفق لأمنياتنا المتراكمة عبر السنين، ما أجمله من أمل . . نلامس السعادة، ننتصر بها على هذا الكم الهائل من الهزائم الجاثم فوق الصدر بلا رحمة.
الأمل . . ثم الأمل، هل ننتظر حقيقة قادمة أو مجرد أوهام؟ لا يهم أبداً، ما يهمنا أن نفرغ قليلاً من هذه الكأس المليئة بالحزن لنملأ شراييننا بألوان هذا الأمل، نتمسك بحباله الرقيقة بلا هوادة، ربما قادمات الأيام تضرب لنا موعداً مباغتاً مع الفرح على عتبات السعادة.
عام يرتحل وعام آت على عجل . . لأرواحكم الحالمة كل الأمل وكل المحبة . . كل عام وأنتم بألف خير.

رنا عمران

تصفح المزيد..
آخر الأخبار