العـــــدد 9498
الإثنين 30 كانون الأول 2019
بإبداع وإتقان جعلت من موهبتها عملاً فنياً متكاملاً، تنوّع بين الرسم والحياكة والتطريز، تعتمد على فطرتها وإحساسها بالإضافة إلى ما اكتسبته من والدتها، تحكي مريم العلي (50عاماً) وأم لشابين وصبية عن تجربتها: اخترت الدراسة في مدرسة الفنون النسوية وحصلت على المرتبة الأولى في السنوات الثلاث وكنت رائدة على مستوى المحافظة، وكانت هذه الدراسة عن موهبة أملكها منذ الصغر رغم زواجي بعمر الـ 19 عاماً، وتفرغي لأولادي والعائلة حولت وقت الفراغ إلى لوحة فنية لأكون معيلة إلى جانب زوجي بأعمال الخياطة والتطريز وفي الأعباء المنزلية المتزايدة.
شاركت بمعارض المدرسة بالإضافة إلى بازار آذار ومهرجان طرطوس وكانت لمشاركتي بالمعارض أهمية وفرصة لعرض الأعمال والتعريف عنها وبيعها، أما عن حركة السوق خلال الأزمة فهي ضعيفة بالمقارنة مع السنوات السابقة وحاجة الناس لتأمين لقمة العيش والبعد عن الأشياء الكمالية وإن كانت عملاً يدوياً مميزاً.
حاولت العمل بالإضافة إلى الرسم على القماش والتطريز ولوحات السيراميك والقز وتزيين أكواب الأعراس وسلل الضيافة للمناسبات، ولكن الطلب صار محصوراً ببعض الأعمال المرتبطة بمناسبات معينة.
الصعوبات التي نعاني منها نحن أصحاب الحرف اليدوية غلاء الأسعار وعدم وجود سوق خاص لعرض منتجاتنا ورغم المعارض والبازارات الحرب تركت آثارها الاقتصادية على حركة البيع والشراء.
الميديا استطاعت اختراق بيوت الناس ووصلت أعمالنا إلى الكثير من السيدات من خلال صفحة خاصة يتم خلالها عرض المنتجات التي خصصت للبيع.
الأسعار مرتبطة بكلفة المواد المستخدمة والمنتج اليدوي عموماً غالي الثمن بالقياس مع منتجات أخرى لأنه يتطلب جهداً مضاعفاً.
حلمي أن أكون أنا وأسرتي قادرين على النهوض دائما بعملنا والاستمرار بإنتاج الأفضل لتحسين الوضع المادي وتأمين الاستقرار مع التقلبات الاقتصادية والنظرة المادية للأمور.
أما عن عمل المرأة فهو يلعب دوراً كبيراً في حياة الاسرة وله أهمية برفع مستوى المجتمع ولا يقل قيمة عن عمل الرجل بل يمكن أن ينافسه في عدة مجالات لأن المرأة قادرة على التحمل والصبر وإتقان عملها ربما أكثر من الرجل، حلمي تطوير عملي من خلال الخلق والإبداع لأعمال جديدة، وأنا أملك القدرة على الإبداع بشكل مستمر لأن محبتي لهذا العمل ولد وكبر معي.
زينة هاشم