العـــــدد 9498
الإثنين 30 كانون الأول 2019
لطالما كانت مشاريع الأرصفة من المشاريع التي تتهافت على إقامتها البلديات لدرجة أن كثرة الإقبال عليها أضحت مثاراً للشبهات وهو الأمر الذي وقع بالحكومة إلى إصدار القرارات التي تضبط الإنفاق على هذا الشق الخدمي الهام، تلك القرارات التي زاد التشديد على الالتزام بها في ظل ظروف الأزمة الحالية التي نمر بها وذلك انطلاقاً من ترشيد الإنفاق على المشاريع العامة بمختلف مكوناتها وهذا بالتأكيد أمر ضروري وهام.
إلا أن أرصفتنا وبعد سنوات من الإنفاق المحدود على مشاريع صيانتها باتت بحاجة إلى تأهيل وذلك بعد الاهتلاك الذي تعرضت له والذي جعل كثيراً منها يعج بالحفر والمطبات التي تربك مستخدميها وخصوصاً في موسم الأمطار الذي يحول هذه الحفر إلى مستنقعات وبرك مليئة بالمياه الآسنة التي أضحت مصدر إزعاج المارة الذين ارتفعت أصواتهم مطالبين بإصلاح هذه الأرصفة ليس من خلال استبدالها كلياً وإنما من خلال ترقيعها على الأقل وذلك بغية الإقلال من ازعاجاتها التي باتت ملموسة للجميع ليس في الأرياف وحسب وإنما في مركز مدينة اللاذقية ذاتها والتي باتت بحاجة لإعادة نظر وصيانة للكثير من أرصفة شوارعها لتصبح متناسبة مع الحاجة المطلوبة منها والتي باتت أرصفتنا في وضعها الحالي غير قادرة على تلبيتها ولعل من يتجول في شوارعنا يلمس ذلك بوضوح ولاسيما في بعض المواقع التي كان تنفيذ الأرصفة فيها سيئاً بالأصل فكيف وقد مضت سنوات دون إجراء أية صيانة أو تأهيل لهذه المواقع التي ازداد وضعها سوءاً بشكل يستدعي وضعها على سلم أولويات الجهات الإدارية وذلك تجاوزاً لواقعها السيء الذي باتت تعاني منه والذي تبدو فيه الحفر الكثيرة والأطاريف المخلعة والبلاط المكسر والمرصوف بدون مؤونة اسمنتية كافية وغير ذلك من المظاهر التي نأمل بأن تمتد إليها خطط مجالس المدن بغية تحسين واقعها الذي بات إصلاحه ضرورة أم ترفاً وخدمة ضرورية لا تقل أهميته عن الخدمات الأخرى التي يطلبها المواطن.
ولعل من يسير في شوارعنا بدءاً من أمام مبنى جريدتنا مروراً في الشارع الذي يمر بمحاذاة جامعة تشرين من دوار الجامعة وحتى اسبيرو بما فيه أمام مدخل مشفى تشرين يمثل صورة عن واقع سيء لأرصفة أكل الزمان عليها وشرب وباتت بحاجة لإجراء صيانة لها علماً بأن المثال الذي قدمناه يتكرر في معظم شوارعنا، فهل تبادر محافظة اللاذقية لرصد واقع أرصفة شوارعها من أجل إعداد الخطط والبرامج التي تغير واقع الحال إلى المستوى الذي يصل بأرصفتنا إلى المستوى المطلوب هذا ما نأمله قريباً وذلك إظهاراً لمدينتنا بالصورة الأبهى التي نطمح إليها جميعاً والتي تشكل الأرصفة أحد أهم مكوناتها الخدمية والجمالية.
نعمان أصلان