العـــــدد 9498
الإثنين 30 كانون الأول 2019
هي تنسى نفسها بين المهام والمسؤوليات والواجبات والتوكيلات التي وكلها بها رجلها وأولادها وبيتها وحتى المجتمع والتقاليد والعادات، أضف عليها عملها ووظيفتها، فكان على الجمعية السورية الخيرية لأورام الثدي وأول أهدافها أن تفك حصار هذه المرأة من نفسها وتوقظها وتحثها أن تحسب لنفسها بعض الوقت وتقيم لصحتها وزناً ومقاساً وفحصاً سنوياً مجانياً في الجمعية و(أن تصل في الوقت المناسب فهو انتصار).
الأنسة هزار – عضو مجلس إدارة ومن مؤسسي الجمعية التي انطلقت بأعمالها عام 2008 أشارت أن الجمعية تأسست بمجموعة من الأطباء والداعمين ويبلغ عدد أعضاء مجلس الإدارة (7) وهيئة عامة ما يقارب (50) سيدة ومتطوعين وأطباء (جراحة، أورام، أشعة..) وكان الهدف الأول حماية النساء وتوعيتهن على مرض سرطان الثدي لأنه الأعلى بنسب انتشاره بين النساء.
لكثرة أعمال المرأة وما تقوم به من واجبات فهي تنسى نفسها ولا يسمح لها وقتها أن تقتسم بعضه لصحتها والنظر في شؤونها، فكان علينا نشر الوعي بالكشف المبكر لسرطان الثدي، وأهمية إجراء الفحص السنوي في الجمعية، سواء كان بالإيكو للنساء تحت سن الأربعين أو بالماموغرام لبعد الأربعين.
نقدم الفحص بجهاز الماموغرام بمبلغ رمزي وقليل جداً فهو جهاز متطور والصورة مكلفة جداً، وجهاز الإيكو التصوير فيه مجاني للمحتاجين والفقراء وذوي الشهداء وكل من يطرق باب الجمعية، كما نقدم التحاليل مجاناً في حال ظهور الإصابة عند أي سيدة نقوم بالعمليات الجراحية أيضاً مجاناً ولا بد لنا من المتابعة بالدعم النفسي حيث نقيم جلسات دعم نفسي ونقدم لها المساعدة واحتياجاتها النفسية والمعنوية، علينا نحن لفحص والتشخيص والصورة لكن ليس المعالجة الكيماوية التي تتكفل بها الدولة.
نقوم بالعديد من النشاطات والأعمال ونركز فيها على النوعية والجودة وليس على الكم، فكل فترة وحين يكون لدينا نشاط فني ثقافي نأتي فيه لدعم صندوق الجمعية وزيادة موارده فيكون مردوده على نسائنا بزيادة على خدمات مجانية، كما يحقق انتشاراً ومعرفة بخدمات الجمعية وأهدافها، من النشاطات السابقة كان لنا الأناشيد الصوفية مع الشيخ محمد من لبنان واليوم نشاط آخر مع المؤلف الموسيقي طاهر ما مللي بعنوان (بقعة ضوء) مع أوركسترا أرابيسك والمايسترو سليمان مامو.
وخلال فترة الحرب الغاشمة على بلدنا لم نكن لنتوقف أو نتأخر، بل استمر عملنا ونشاطنا، وكان لنا أن سجلنا في اليوم العالمي لسرطان الثدي 300 سيدة قامت بالتصوير في الجمعية ولم تسجله الصحة، وبذلك نخف العبء على الدولة التي تتحمل تكلفة المعالجة الكيماوية لوحدها.
دائماً نحرص أن نكون في التجمعات النسائية لنشر الوعي لديهن وإشادة أواصر ثقة وإشادة الندوات، وكنا قد قصدنا الريجة والتي تعتبر أكبر تجمع لهن حيث التقينا بأكثر من 400 سيدة، وأيضاً اتحاد العمال وتجاوزنا حدود المدينة فكنا في مركز ثقافي عين البيضا ومشقيتا.
ولدينا تعاون وتشابك مع الجمعيات الأخرى لتقديم المساعدة للمحتاجين لأنواعها مثل: أسرة الإخاء، تنظيم الأسرة، الفوز الخيرية، وجمعية موزاييك أقمنا لهم محاضرة عن العنف ضد المرأة في مقر الجمعية، كما قدمت البطريركية ماكينة خياطة لسيدة لدينا تتقن مهنة الخياطة وليس باستطاعتها الحصول على الآلة، وبهذا تكون قد حصلت على مورد رزقها الذي يكفيها عن السؤال، نود أن نصل لكل سيدة في الوقت المناسب وفي أي مكان هي موجودة فيه وليكون لديها الوعي الكافي الذي يحثها للتردد على الجمعية والقيام بإجراء الصورة الماموغرامية الضرورية بعد سن الأربعين والاطمئنان على صحتها.
هدى سلوم