الأسواق والمحال التجارية في اللاذقية مغلقة حتى سـاعة متأخـرة من النهـار

الأحد 29 كانون الأول 2019

العــــــــــــــدد 9497

 

 

متغيرات كثيرة طرأت ودخلت على أسواقنا، ولن نتحدث الآن عن ارتفاع الأسعار وعلى من حمى الشراء، ولا عن الكميات، وإنما سندخل في تفاصيل ظاهرة جيدة ولها أبعادها على أكثر من صعيد، إنها ظاهرة المحال المغلقة حتى ما بعد منتصف النهار، حيث يلفت النظر تحول بعض بل العديد من الأسواق إلى شوارع فارغة وخالية من المارة والمتسوقين، والسبب أن المحال جميعها مغلقة، وكأن أصحابها اتفقوا فيما بينهم على عدم التواجد في السوق حتى ساعة متأخرة من النهار، وعند السؤال والاستفسار تبيّن أنهم يهربون من موظفي الدولة بمختلف أصنافهم حيث أكد أبو لؤي صاحب محل بيع أدوات منزلية أنه يتعمد عدم فتح محله أو متجره حتى قرابة نهاية الدوام الرسمي والسبب كثرة عدد الدوريات وموظفي الدولة الذين يترتب على زيارتهم دفع مبالغ مالية بحق وبغير حق وفي التفاصيل فإن دورية حماية المستهلك أو التموين لا تكاد تغيب عن زيارة الأسواق وكثيراً ما تكون ضبوطها بغير حق والكلام لأحد التجار لأن ارتفاع الأسعار سببه أو مرده مورد البضاعة وليس البائع ولكن الجهات الرقابية لا تتفهم هذه الحقيقة وتسارع إلى تنظيم الضبط وربما يصل الأمر إلى قرار الإغلاق.
وأضاف تاجر آخر أن جباة المالية ينشطون في نهاية العام حيث يسعون إلى جباية أكبر قدر من الضرائب كونهم يحصلون على حصة من العائد ناهيك عن السمسرة لتخفيض مبلغ التكليف وإلى هناك ما وهنا يرى أبو سعد أن عدم التواجد هو الحل الأمثل.
إحدى السيدات لديها محل لبيع الإكسسوارات عزت سبب تأخرها في فتح محلها التجاري إلى بلدية اللاذقية التي تجول على كافة المحال تسأل عن الترخيص المهني ولفتت السيدة هدى أن المحل بالأساس كان لزوجها وفيه ترخيص لبيع الأقمشة ولكنها لم توقف بالعمل في بيع الأقمشة وحولت إلى بيع الإكسسوارات وتؤكد أنها لاتزال في مرحلة التجربة ولا تدري إن كانت ستستمر في هذا العمل أم لا ولكن ضابطة البلدية تصر على ضرورة الترخيص للعمل الجديد وتصنيف أن الترخيص يحتاج إلى مبلغ كبير لا طاقة له به حالياً لا سيما إنها قد تغير المهنة مرة أخرى وإن حصل هذا التغيير ستجد نفسها مطالبة بترخيص نظامي للمهنة الجديدة وهكذا هي الأخرى وجدت أن إغلاق المحل في الفترة الصباحية أفضل الحلول.
صاحب بقالية لفت أنه في حال الإغلاق قد يكون ربحه أكبر من حال البيع لأن الأسعار في ارتفاع وعندما تبقى بضاعته في متجر فهو في حالة ربح وتجارة وهكذا نجد أن الأسباب كثيرة ومتعددة وراء هذه الظاهرة التي تحول أسواق اللاذقية الحية إلى حالة جمود وكأنها في منتصف الليل وهذا الكلام ينطبق على مختلف الأسواق وحتى الأحياء الشعبية التي تضج بالحياة ليلاً ونهاراً ويبقى السؤال لماذا هذا التنافر والتناقض بين التاجر والجهات المعنية، لماذا لا يتم اتخاذ إجراءات تسهيلية تخدم جميع الأطراف وصولاً إلى المستهلك الذي بات بين حجري الرص ولا يدري أيهما يطحنه، وإذا ما قال قائل إن أبواب السورية للتجارة مفتوحة ثانية الجواب أن العديد من السلع الأساسية والضرورية ليست متوفرة وإن وجدت فسرعان ما تختفي بسرعة البرق ناهيك عن الازدحام الشديد على صناديق المحاسبة وهذا الازدحام له جانبه الإيجابي الذي يشي زيادة الطلب وكثرة عدد المرتادين ويشير إلى ضرورة زيادة عدد المحاسبين في مثل هذه الظروف إذ من غير المقبول أن ينتظر المستهلك قرابة نصف ساعة ليحصل على الفاتورة وكأننا عدنا إلى الشراء من خلال الطوابير.

هلال لالا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار