الأحد 29 كانون الأول 2019
العــــــــــــــدد 9497
وجدت القوانين والأنظمة في الدول لتنظيم الحياة الاجتماعية بين الشعوب, لتأمين التعايش بأمان وسلام بين أفرادها, والقانون هو من الأساسيات التي ترتبط بوجود المجتمعات, ويطبّق على مستوى دول العالم كله, والقانون مجموعة من المبادئ والقواعد والأسس التي تفرض من السلطات كي تطبق على أفراد شعوبها, من أجل تنظيم سلوك أفراد تلك المجتمعات, وتأمين الاستقرار الاجتماعي لحماية حقوقهم, وبالمقابل على جميع أفراد تلك المجتمعات اتباع هذه القواعد والأسس والالتزام بها.
وللقوانين وظائف وأهداف تحققها في المجتمعات عند التطبيق على الناس, كتأمين الحريات العامة وحل النزاعات بين الناس عن طريق المحاكم القضائية المتعددة الاختصاصات, لتحقيق مبدأ الثواب والعقاب, وإنها تلازم الحضارات, أي القوانين, وهذا ما جعل الاهتمام بها على مرّ العصور, من مصر إلى العراق مروراً بالقانون البابلي للملك حمورابي, وحتى المجتمعات الأوروبية, من عهد ظهور أول جامعة في العالم لتدريس الحقوق في بولونيا.
هناك رموز قانونية تذكّر الناس بالقوانين والأنظمة النافذة التي تجعل الدولة: (تهزّ العصا ولا تضرب), مثالنا على ذلك: لو قامت شرطة المرور عندنا بتصنيع مجسمّات كرتونية أو معدنية تجسّد فيها أشكال رجال شرطة السير, ويتم وضعها على الطرقات العامة البعيدة مثلاً والجبلية منها, وعند كل منعطف أو مفرق طريق, لكان كل من استعمل تلك الطرقات وشاهد هذا المجسّم أو ذاك لاستذكر قانون السير الذي ينظم عمله كسائق ولكان زاد التزامه وخفف من سرعته ولبس حزامه.
حتى ضمن المدن عندما تركن (تقف) سيارة شرطة مرور أو حتى دراجة نارية, بالقرب من دوّار أو مفارق طرق متعددة, نرى بأن التزام الناس بتطبيق قانون السير يكون جيد جداً وهذه السيارة, وتلك الدراجة, ومجسّم الشرطي كلها رموز قانونيّة تعطي فوائد جمّة في مجال تطبيق قانون السير, وقد لا تكلف الكثير من المال عند تنفيذها والعمل بها.
وضع التسعيرة على كل مادة من المواد المتداولة في الأسواق بيعاً وشراء من قبل تجار التجزئة وغيرهم, يعتبر أكبر الرموز القانونية لتنظيم عملية التبادل السلعي بين البائع والمستهلك, ويريح المواطن كثيراً وبشكل عام, وهناك مجالات عديدة لا مجال لذكرها الآن.
علينا أن نتبنّى سياسة في التربية والتعليم لتنمية روح الوعي والالتزام والانضباط في عقول وأذهان وضمائر أطفال اليوم, رجال الغد.
حسن علان