طاهر مامللي: أنا من محاربي الاستسهال

الأحد 29 كانون الأول 2019

العــــــــــــــدد 9497

 

الموسيقا كانت منذ فجر التاريخ و ستبقى لغة العالم الموحدة للقلوب حيثما اتجهت من أقصى مشرق للشمس إلى أقصى مغرب وموئل لها، مهما اختلف الإنسان مع نده الإنسان في فكر أو لون أو عرق أو عقيدة بقيت هذي الموسيقا الكنف الدافئ الذي يوحد البشر تحت الشمس بلا سلطة أو جلبة ولا ضجيج، هي غذاء الروح .. ذلك الزائر الشفيف الذي يدخل القلب ويستوطن الروح بلا استئذان، نستسلم له غير آبهين بشيء مهما كان، فأي قدرة لا متناهية في السحر يمتلكها ذلك المبدع الخالق لها؟ هل هو بقدسية هذه المعاني بشر مثلنا؟! أي روح، وأي إحساس وأي خلجات تسكن خفايا هذا الإنسان الذي يمتلك ذلك السحر الممعن في المعجزة؟ هو سحر ليس كغيره، لا يراوغ البصر فيحتال عليه أبداً، هو سحر أشبه بعطر يلامس الروح قبل كل شيء. يأخذ بناصية القلب ويطير بك إلى عوالم الحكايات الغابرة، يحملك إلى حدود الفرح والحب والنقاء، عندما تعزف أصابع الملحن همس الروح، يعبق اللحن في الفضاء ناشراً إكسير الحياة للقلوب المتعبة وللأرواح المترفة بالعذابات، ليبقى هذا المبدع سبباً لتعيش مزيداً من الحب ومزيداً من الوله، إذا كانت الموسيقا سبباً للحياة كالماء والهواء فالملحن العبقري هو ذاك الخلاق لسبب راق يستحق أن نعيش معه مزيداً الصباحات المشرقة حباً والمساءات المتقدة دفئاً على مساحة عمر جديد، هو المايسترو طاهر مامللي التقته (الوحدة) في حفل فني أقامته الجمعية السورية الخيرية لأورام الثدي في دار الأسد للثقافة باللاذقية تضمن مجموعة من أعماله بعنوان (بقعة ضوء) عزف أوركسترا أرابيسك بقيادة المايسترو سليمان مامو وغناء أصوات جميلة شابة من محافظة حمص.
بدأ مامللي حديثه مؤكداً على دور الفن الراقي في دعم القضايا الاجتماعية والمجتمع المدني بالتشارك مع الإعلام والجمعيات الخيرية، وهذه النشاطات تؤكد أن الشعب السوري محب للحياة وقاوم الحرب الضروس بالحب والفن والتعاضد وتكاتفه يداً بيد وعن دوره اليوم كوجه بارز في مجال الفن وله دور كبير فيما وصلت إليه الموسيقى السورية قال: أبذل أقصى ما يمكن من جهد وهذا ما أدعو إليه كل الفنانين في سورية وضرورة تقدير قيمة المتلقي للفن والأعمال المقدمة له واحترام الذائقة الفنية عن طريق بذل الجهد والتعب، منوهاً إلى أنه من محاربي الاستسهال بالفن وبالتالي التميز يحصل على القدر الذي تصل إليه الرسالة بإخلاص ومحبة وصدق لذلك يبحث عن القيمة الفنية المحترمة التي تحترم الجيل لأنه من خلال الموسيقا والفن والغناء تتم تربية جيل كامل وهذا ما يدفعنا أن نكون على قدر المسؤولية.

نور محمد حاتم

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار