سامر كابرو لـ «الوحدة»: أنا لســتُ ركّيــــب موجــــة وأطلُب من الجمهور أن ينصفَني

العدد: 9496

الثلاثاء: 24-12-2019

 

صوتٌ جذاب قادرٌ على تقديم مختلف الألوان، الغناء بالنسبة له ليس مجرد صوت وإحساس، بل بكل أغنية من أغانيه هدفه إيصال رسالة.
غناء وكتابة وتلحين، مواهب تجتمع مع بعضها في شخص واحد لتشكل فناناً شاملاً على الساحة الفنية في ظل ما تشهده من ازدحام.. إنه الفنان الشّاب سامر كابرو وهو اليوم ضيف صحفية (الوحدة)…

* دعنا نتكلّم عن بدايةِ مشواركَ الغنائيّ؟
** سامر كابرو، فنّان سوريّ، مواليد مدينة حلب ولكن الأصل من منطقة الجزيرة،
درست اللّغة العربيّة في جامعة حلب، وتدرّبت في معاهد الموسيقا هناك أيضاً،
مدينة حلب كان لها الفضل الكبير عليّ، لأنّها علّمتني أساسيّات الفنّ والغناء، اللَّذين اعتمدتُ عليهما وانطلقتُ ببعض الألبومات الّتي احتوت ألواناً متعدّدة، الفلكلور والطّرب، وبعد هذه الانطلاقة، شعرت أنّني دخلت قلوب النّاس والتمستُ قبولهم ورضاهم عمّا أقدّم، فقرّرت السّفر إلى لبنان كي أُدَعّمَ موهبتي وأحاول أن أرضيَ النّاس الّذين دعموني وشجّعوني، وهناك في لبنان كانت الانطلاقة أكبر، وذلك لتوفّر إمكانيّات النّجاح أكثر، وبدأتُ أؤدّي أغاني خاصّة، أوّلها (فيكِ تكوني، ثمّ الله الله على حبّك)، وبعدها بدأتُ التّنويع في الألوان الغنائيّة؛ فجدّدت أغنية (حبيتك أكتر ما فيي)
وبفضلها كُسِرَ الحاجزُ بيني وبين النّاس، وتعرّفوا عليّ أكثر ثمّ جدّدت أغنية (أكثر مافيي عملته) وعندها تكلّمَت الصّحافة وانتقدَتني أنّني لا أستطيعُ تحقيقَ النّجاحِ إلّا بالأغاني المُجدَّدة فقمت بإصدار أغنية (لا لا يا عيوني لا لا) من تأليفي وألحاني
ثمّ أصدرتُ أغنية (تشيكتا) وكلّ هذه الأغاني ساهمت أن يكونَ سامر كابرو فنّاناً.
* نعلمُ أنّ الإنسانَ النّاجحَ يكونُ محسوداً، هل أنتَ من الأشخاصِ المُحاربينَ فنيّاً؟
** كلّ إنسان ناجح يُحارَب، وأقدّم لكَ نموذجاً مبسّطاً: عندما تكون بين عائلتك وأصدقائك، تنتبه أنّ أحداً منهم لديهِ غيرة من نجاحكَ ويريدُ أن ينافسَك وينجحَ بمجالهِ، وهذا أمر عادي، وأنا أيضاً إذا دُعيتُ اليوم إلى مهرجان وكانَ هناك تفاضلٌ بيني والفنّان ناصيف زيتون، أُحاول أن أقنعَهم بأفضليّتي، وأنّ ناصيف غير مناسب، هذا هو حال السّوق، ولا مشكلة لديّ مع أيّ اسم، ولكن كلّ إنسان يُدافعُ عن ذاته ليكونَ في الصّدارة، وهذه ليست حربٌ شخصيّةٌ، بل حربٌ شرعيّةٌ وأنا لا أعتبرُ نفسي مظلوماً، إنّما أتيقّن أنّ اللهَ أكرمَني ووهبني النّجاح في مجالي.
* بدايةً كنتَ تكتبُ وتلحّنُ أغانيكَ، لكن مؤخّراً أصبحتَ تعتمدُ على كُتّاب وملحّنين، ما هو السّبب؟
** أنا ما زلتُ أكتبُ وألحّنُ، لكنّ الإنسانَ يكونُ قادراً على تقديمٍ شيءٍ في مرحلةٍ ما، ويعجزُ عن تقديمهِ في مرحلةٍ أخرى.
* كان لديك تجربة بالتّمثيل مع المخرجة سهير سرميني، هل أحببت هذه التّجربة، وهل من الممكن أن نراك في الأيّام القادمة ممثّلاً في أعمال أخرى؟ أم أنّك ستبقى ملتزِماً في مجال الغناء؟
** أحببت هذه التّجربة كثيراً، وأشكر المخرجة سرميني على عرضها لي، والفيلم تركَ أثراً طيّباً عند المشاهدين بشهادة معظم الشّخصيّات الّتي حضرت الفيلم،
وفي النّهاية سأبقى متطفّلاً على مهنة التّمثيل، لأنّها ليست مهنتي، ولكنّني أقدرُ أن أمارسَها، وإذا قُدّمَت لي عروضٌ مناسبة في المستقبل، لا مانع لدي من الموافقة عليها.
* خامةُ صوتِك مميّزة، وأغانيك أحبّتها النّاس، ماذا ينقصُ الفنّان كابرو ليصبحَ من نجوم الصّفّ الأوّل عن فئة الشّباب؟
** أطلُبُ من الجمهورِ أن ينصفَني، أنا بعد ال٢٠١٢ لم أنافس في سورية، استطعتُ أن أغنّي الأغنية الشّعبيّة الدّارجة في هذه الأيّام بطريقة جميلة ومحبّبة ولكنّني لا أطلق على نفسي لقب مغنّي شعبيّ، ولا أُنافس من اشتهروا بهذا اللّون مثل الصّديقين الحبيبَين وفيق حبيب وعلي الدّيك، فهما لهما لونهما ولي لوني، أنا في حفلاتي أستطيع أن أؤدّي أغنياتهما، ولكنّهم لا يستطيعون تأديّة أغنياتي، وأنا أرى أنّه لا شيء ينقصني، والدّليل أنّي نجحت في الوان مختلفة (لا لا يا عيوني، بعشق أرضك سوريا، والأغاني الرّومنسيّة).
* في هذه الفترة، تعتمد على إصدار ألبوم كامل، أم أغانٍ منفردةٍ؟
** أُفضّل الأغنية المنفردة، لم يحِن وقت الألبوم الكامل.
* قلّلت الظّهور تلفزيونيّاً في الآونة الأخيرة، هل السّبب مادّي؟
** أعتبر أنّ مواقع التّواصل الاجتماعيّ في الوقت الحالي، أهمّ من التّلفزيون، وذلكَ لأنّ السّوريين في كلّ أنحاء العالم يتابعون فنّانهم المفضّل من خلال تلك المواقع، ومع ذلك أغنيتي الجديدة (حكياتك طرب) عُرضت على قناة بابلي تولز، ومعظم أغنياتي تُذاع في كلّ راديو سوري، وأنا أكون موجوداً عندما يتوجّب عليّ الوجود، وقلّة ظهوري تلفزيونيّاً سببه عملي خارج سورية.
* ما هي أعمالك الجديدة؟
** آخر أعمالي أغنية (تغندري بيلبقلك)، كلمات محمّد درويش، ألحان رامي شلهوب، وتوزيع فادي جيجي وهي أغنية شبابيّة ناعمة، حقّقت مليوني مشاهدة خلال ثلاثة أسابيع والحمد لله، وهناك أفكار جديدة لل٢٠٢٠ كلام ولحن، وهذه الأفكار سوف تترجمُ نفسها في المستقبل.
* هل أخذَ الفنّان سامر كابرو حقّه في السّاحة الفنيّة؟
** لا يوجد فنّان يشعر أنّه أخذ حقّه، لأنّ الفنّ سلّم تصاعديّ وطموح مستمرّ، وأنا راضٍ عن كلّ ما قدّمته.
* هل تعتبر أغنية (ارفعوا إيديكن) السّبب الأساسيّ لوصول اسمك للجمهور؟
** أنا لستُ ركّيب موجة، ولكن أعتزّ بها لأنّها عرّفت النّاس عليّ، ولكن أشعر أنّ وصولي للنّاس كان من خلال (أكتر مافيي عملته، حبيتك أكتر مافيي، لالا)
ولكن (ارفعوا إيديكن) أعتبرها جواز سفر دبلوماسي لوصول اسمي لناس كثر ولكنّها ليست سبباً أساسيّاً.
* غنّيت للمرأة السّورية، هل كان هدفك الاقتراب من قلوب النّساء، أم أنّك مقتنع بالفعل بدور المرأة؟
** بالطّبع أنا مقتنع، لأنّ المرأة هي أختي وأمّي، وأفخرُ بها، وقد كانت هذه الأغنية تكريماً من الاتّحاد النّسائيّ العامّ في سورية للمرأة السّوريّة، وكانت من إنتاجهم، وهي بمثابة رسالة توعويّة ولم تكن الأغنية تقرّباً من المرأة، وكانت أشبه بالأغاني الوطنيّة الإنسانيّة.
* أنتَ تحبّ التّنويع، لماذا لا نسمعُك في تترات المسلسلات الرّمضانيّة؟
** بكلّ شفافيّة، لم يُقدّم لي أيّ عرض حتّى الآن، ولكن أتمنّى أن يكون لي تجربة في هذا النّوع.
* مع من تتمنّى أن تغنّي ديو؟ وهل ترى أنّ هذا النّمط والأسلوب من الأغاني، تساعد الفنّان على الانتشار أكثر؟
** عندما أغنّي ديو، فهناك جمهوران سيتلقيّان الأغنية ويهتمّان بها، وبالتّالي فهو يساعد على الانتشار، أمّا عن الفنّانين الّذين أتمنّى أن أؤدي هذا النّوع معهم، فإنّني أفضّلُ الفنّانين الّذين يمتلكون خامة صوت لا تُشبه صوتي، مثلاً أحبّ أن أغنّي برفقة وفيق حبيب، لأنّه يمتلك صوتاً قويّاً، ويستطيع الجمهور تمييز الصّوتين أثناء الغناء، أمّا راشد الماجد فلا يُمكن أن أغنّي برفقته، لأنّ خامته تشبه خامتي، وبصراحة أنا الآن أسعى لعمل غنائي على طريقة الديو مع الفنّانة القديرة ميادة بسيليس، وسيكون العمل مهمّاً، ونأمل أن يكلّل بالنّجاح.
* سامر كابرو، ما هو طموحك؟
** أتمنّى أن أثبّت خطواتي كفنّان يمتلك جمهوراً يثق به، أنا لا أهتمّ بعدد الجمهور، ولكن يهمّني أن يكونَ جمهور سامر لديه الإيمان والثّقة بنجمهم وبما يقدّمه، وأن تبقى علاقتي بهم قويّة متينة حتّى أفارق الحياة.
* رسالة منكَ للمحبّين والمتابعين.
** أتمنّى أن أكون دائماً عند حسن ظنّ الجميع، وأودّ أن أشكر كلّ من كان برفقتي منذ البداية حتّى هذه اللّحظة.

يزن خضّور 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار