في ظل ارتفاع الأسعار كيف يتدبر السوريون أمور وجباتهم الغذائية..؟ ضعف الدخــول أخرج لذيـــذ الطعام عن موائـــدنا

العـــــدد 9495

الإثنـــــين 23 كانـــون الأول 2019

   

 

بات المواطن يحسب ألف حساب لرسم استراتيجية ترتيب أموره البيتية ولتأمين لقمة العيش التي هي من الأولويات الضرورية، ولم يعد من الممكن أن يتسوق متى أراد أو شاء، أو حتى يشتري احتياجاته من أي محل يروق له، أو يلفت انتباهه، لذلك نتبع مقولة خذ من الدهر ما صفا ومن العيش ما كفى، فقد أصبح يعتمد على محلات البيع بالجملة وعلى بعض المواد الضرورية دون الانتباه إلى مكملات الحلويات وغيرها، كونها باتت من الكماليات وناهيك عن ذلك الأسعار تتفاوت بين محل وآخر.
هذا ما يدفعنا للبحث والتقصي عن المعاناة والهموم اليومية التي يعانيها المواطن من غلاء الأسعار حتى أصبحت كلفة الوجبة الواحدة ترهق راتب الموظف.
وخلال استطلاعنا عبرّ المواطنون عن استيائهم واستهجانهم للغلاء الفاحش الذي طال المواد الاستهلاكية كافة إليكم ما توصلن إليه من آراء..

* أم أحمد، ربة منزل تواظب الذهاب أسبوعياً إلى سوق الخضرة لشراء احتياجاتها تقول: أذهب لسوق الجملة كي أستفيد من الفوارق في محلات المفرق، لأن الوجبة الواحدة تكلف غالياً وهمنا أصبح اليوم إذا أكلنا ماذا سنأكل غداً.
* السيد علاء كناني: لدي أربعة أولاد وعائلتي مكونة من ستة أشخاص وعلى سبيل المثال إذا رغبنا بتناول أكلة المجدرة مع السلطة وهي عادية، لا تقل كلفتها عن 3000 ليرة فكيلو الغرام الواحد من البرغل 450 ليرة والعدس 500 ليرة والبصل والزيت الذي وصل سعر الكيلو إلى 1500 ليرة بالإضافة إلى المواد الداخلة بالسلطة، فإذا حسبنا بشكل منطقي ثلاثة آلاف لوجبة واحدة على مدار شهر كامل فكلفتها 90 ألف ليرة وبذلك نكون قد استغنينا عن وجبتي الفطور والعشاء والسؤال هنا كيف نتدبر أمورنا؟
* أم إياد، موظفة: في ظل الأزمة نقف مكتوفي الأيدي فلولا تجميد بعض الخضراوات كالبازيلاء والفول والبامياء في الثلاجة لكان الأمر أكثر صعوبة, وحالياً هناك سرعة باستهلاكها خوفاً من انقطاع الكهرباء المتكرر والتقنين الجائر الذي قد يجعلنا نرمي كل ما خزناه صيفاً فالمرأة السورية تتميز بأنها مدبرة للمنزل من الطراز الرفيع لأنها تعتمد حالياً على وضع المواد الغذائية في مطربانات محكمة الإغلاق وصنع المربيات بكافة أنواعها, وهدفها يصب في بوتقة واحدة ألا وهي التوفير وتخفيف المصروف.

* أم جاد، موظفة، أكدت على أن الحل الأفضل الذي تعتمده هو التدبير المنزلي ورسم استراتيجية لذلك من خلال الاقتصار على الحد الأدنى والأساسي من المستلزمات اليومية، وبالنسبة لي لدي ثلاثة أولاد اليوم فقد دمجت وجبتي الفطور والغداء معاً فاشتريت بـ 500 ليرة فلافل وهي أكلة الفقراء وكيلو بندورة بـ 400 ليرة وحزمة بقدونس 100 ليرة بالإضافة إلى الخبز الذي لا نستغني عنه، فكلفة وجبتنا بحدود 1500 ليرة وإذا حسبناها على مدار شهر كامل لا يقل كلفتها عن 45 ألف، فهل نلغي الوجبة الأخيرة ومواد التنظيف وغيرها من المواد الأساسية لكل منزل ونعيش على الفلافل فقط.
* عبير علي، موظفة قالت: نقتصر على ما يناسب دخلنا الشهري رغم أنه لا يسمن ولا يغني من جوع، ونعمل على إلغاء ما يفوق قدرتنا الشرائية حتى لو كانت من الأساسيات رغم حاجتنا للبروتينات والفيتامينات فقد استغنينا عن اللحوم الحمراء وباتت منسية فالأكلات التي تحتاج لحوم نطهيها بإضافة المنكهات بدلاً من اللحوم لأن الدخل الشهري لا يتناسب مع المصروف اليومي لا من بعيد ولا من قريب.

* تغريد يوسف، ربة منزل أشارت إلى أنه بات من الصعب جداً تلبية احتياجاتنا في ظل ارتفاع الأسعار وعدم ملاءمتها مع ذوي الدخل المحدود، فالأمل مع زيادة الرواتب ذهب أدراج الرياح لأن وجبة الفطور الواحدة لا تقل كلفتها عن 1500 ليرة وهذا الحد الأدنى فسعر كيلو اللبنة 1000 ليرة وكيلو الجبنة 2500 ليرة وكيلو الحمص الناعم 1000 ليرة، فقد اقتصرنا على مادة واحدة لتناول الفطور، أما الفواكه والحلويات فقد استغنينا عنها وباتت منسية في عداد وسائل الترفيه رغم حاجة أجسامنا لها.
* أبو حيدر لفت إلى أنه يعمل بزراعة الأرض والاستفادة من خيراتها في المواسم, مضيفاً أنه يعمل بتقليم الأشجار أيضاً لتأمين لقمة العيش المغمسة بالعرق والجهد المتواصل، ورغم العمل المضني فالدخل لا يتناسب مع حياتنا اليومية ومتطلباتها فقد استغنينا عن الكماليات منها الحلويات واللحوم، فعائلتي مكونة من خمسة أشخاص.

مريم صالحة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار