شكوى من ارتفاع التكاليف وخشية من أزمات التسويق

العـــــدد 9495

الإثنـــــين 23 كانـــون الأول 2019

 

على الرغم من أن المصرف الزراعي التعاوني أعاد منح قروض إنشاء البيوت البلاستيكية إلى نظام عملياته وهو الأمر الذي كان متوقفاً لسنوات وشكل مطلباً ملحاً للفلاحين خلال الفترة الماضية وكذلك بالرغم من الأسعار المقبولة نسبياً في الأسواق لمختلف منتجات البيوت البلاستيكية فإن المزارعين لا زالوا يشتكون من الكثير من العقبات التي تعترض زراعتهم ولا سيما من النواحي المرتبطة بارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج وغياب التسويق الخارجي لمنتجاتهم وهو الأمر الذي بات يهددهم بمصير لا يختلف عن مصير نظرائهم الذين يزرعون موسم الحمضيات وهو المصير الذي يبدو مؤجلاً حالياً لكون الزراعات المحمية لم تصل إلى مرحلة ذروة الإنتاج ولا زالت في بداياتها حيث لازالت الخشية موجودة لدى الفلاح من الوقوع في أزمة التسويق عند وصول الإنتاج إلى مرحلة الذروة وهو ما تكرر حصوله في الموسم الماضية.

وللاطلاع على واقع هذه الزراعة والمراحل التي وصل العمل فيها هذا الموسم كان لنا الحديث مع المهندس فادي كزعور رئيس شعبة الزراعات المحمية في دائرة الانتاج النباتي بمديرية زراعة اللاذقية الذي أشار إلى وصول العدد الكلي للبيوت البلاستيكية على مستوى محافظة اللاذقية إلى 14778 بيتاً وصل عدد المزروع منهم حتى 15 كانون الأول الحالي إلى 12692 بيتاً زرع 7456 منها بمحصول البندورة و2586 بالخيار و414 بالفاصولياء و67 بالفلفيلةو269 بيتاً بالباذنجان و 1304 بالكوسا و596 بيتاً بنباتات الزينة وأزهار القطف.
وأوضح م. كزعور بأن الحالة العامة للمزروعات جيدة وإن عدداً قليلاً من البيوت المزروعة بمحصول البندورة قد وصلت إلى طور الإنتاج في الوقت الذي لا تزال باقي الأنواع في مرحلة العنقود الخامس مبيناً أن عدم دخول أغلب البيوت البلاستيكية مرحلة الإنتاج هو وراء الارتفاع الحاصل في أسعار بعض المنتجات ولا سيما البندورة والكوسا والفليفلة وغيرها ذلك من المزروعات التي تزرع بها هذه البيوت التي بات إنتاجها مصدراً لعيش نحو 4000 أسرة في محافظة اللاذقية وريفها ولفت م. كزعور إلى أن قرار إعادة تمويل إنشاء البيوت البلاستيكية والذي صدر عن المصرف الزراعي التعاوني قد ساهم في تحسن الإقبال على زراعتها مشيراً إلى وصول عدد رخص التنظيم الزراعي التي تم منحها خلال هذا الموسم إلى 247 تنظيمياً زراعياً وهو الرقم الذي يفوق العدد الذي تم منحه خلال الموسم الماضي منوهاً بأهمية هذه الزراعة على صعيد تأمين المنتجات الزراعية من الخضراوات في غير موعد زراعتها من خلال تامين الظروف المناسبة لنموها عبر البيوت البلاستيكية التي يعاني أصحابها من الكثير من المعوقات التي تعترض عملهم هذه الأيام وأهمها ارتفاع أسعار النايلون الذي تصل أسعار ربطته إلى حوالي 175 ألف ليرة سورية وغلاء البذور حيث يصل سعر الـ 1000 بذرة بندورة إلى 70 ألف ليرة سورية وذات الأمر بالنسبة للشتول المطعمة ذات المجموع الجذري القوي والتي يصل سعر الواحدة منها إلى 300 ليرة سورية أضف إلى ذلك أسعار المبيدات والأسمدة وتكاليف اليد العاملة وغير ذلك من التكاليف الأخرى التي يتكبدها المزارع الذي اختار هذا النوع من الزراعات لتكون مصدراً لرزقه ليصطدم وكما حصل في المواسم السابقة بالاختناقات التسويقية التي أوصلت أسعار المنتجات إلى ما دون حدود التكلفة موقعة الفلاح في خسائر أرهقت كاهله وهو الأمر الذي يجب أن تتحرك الجهات المعنية لمنع الوقوع به انطلاقاً من مبدأ الوقاية الذي يسبق الوصول إلى مرحلة العلاج وهو الأمر الذي يجب أن تتضمن خطواته إيجاد الأسواق الخارجية المناسبة وأهمها أسواق العراق الذي يشكل أحد أهم الأسواق التقليدية لمنتجات الزراعات المحمية السورية وهو السوق الذي يستبشر أصحاب البيوت البلاستيكية خيراً بافتتاح المنافذ الحدودية معه لتسويق إنتاجهم الذي بات قريب الجني.
ومن الأمور الأخرى التي يحتاجها من يعمل بهذه الزراعة أيضاً هو إطالة مدة قروض الخدمة التي يحصلون عليها والتي لا تزيد حالياً عن نسبة وهي المدة القصيرة التي ترهق الفلاح الذي يضطر لدفع قيمة القرض خلال عام واحد بما يشكله ذلك من ضغط مادي عليه لا يمكن تجاوزه إلا من خلال إطالة مدة القرض لسنة أخرى على الأقل.

نعمان أصلان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار