السكافي حــافي.. والجـــوع كـــافر!

الخميس 19 كانون الأول 2019

العـــــدد 9493

 

على زاوية أول شارع طرابلس في مدينة طرطوس، يجلس مصطفى محمد عبد الوهاب، العمر 70عاماً، على كرسي قديمة، وإلى جانبه أدوات بسيطة وماكينة سينجر معطلة لا يملك ثمن إصلاحها.
أكثر من 37 عاماً وهو يقصد مكان عمله من الساعة السابعة صباحاً حتى غروب الشمس كل يوم، يعاني البرد والمطر في الشتاء، ولهيب الشمس وحر الصيف، يواجه كل الفصول ومشقتها، رغبة بالعيش بكرامة دون حاجة الناس.
يقول أبو محمد وهو أب لستة أولاد: استطعت رغم الفقر والتعب أن أزوج اولادي
وبرضى وقناعة وألم، وتكاد أن تتسابق دموعه مع الكلمات يتابع حديثه، ورثت مهنتي عن والدي برغبة ومحبة، كنت أرغب أن أوفر لقمة العيش لعائلتي، وكانت لقمة العيش صعبة، والفقر وجع كل يوم، وأنا أعاني من آلام بسبب البرد في المعدة والأعصاب والشرايين، وأجريت 4عمليات جراحية، وعندما تركت أدواتي البسيطة على الرصيف، بغيابي سرقت لأنني لا أملك مكاناً لها سوى الرصيف، ولكن ورغم قساوة الظروف أقوم بعملي بإتقان وأذكر دائماً وصية أبي لي وأختصرها بقوله (لاقيني ولا تطعميني، جبر الخاطر والكلمة الطيبة صدقة) وهذه الوصايا مجتمعة جعلتني غنياً بمحبة الجيران والزبون الذي أكرمه، أما عن الأسعار فهي مقبولة سقفها 500ليرة وكثير من الأيام أعود لا أملك ثمن فنجان القهوة ومستورة.
حلمي أن أصلح ماكينتي المعطلة، وأكفي حاجتي ثمن الطعام والدواء، أفخر بمهنتي وأعتز بها وإن كانت لا تغني، والحقيقة السكافي حافي، والجوع كافر.

زينة هاشم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار