أضــواء على المســـــاجد من «قديــم اللاذقيــــة»

العدد: 9487

الأربعاء:11-12-2019

 

حكايا اللاذقية القديمة لا تنتهي، لأنها تحكي حضارة وأصالة وتاريخ إنسان ومكان، ولأن اللاذقية لطالما كانت مدينة التعايش الإنساني والديني، ففي كل شارع فيها كان ذكرى لآثار جامع أو كنيسة أو مسجد قديم، في أحيائها القديمة آثار ظاهرة، أو لا تزال مدفونة وتكتشف لغاية اليوم آثار أبرزت عظمة هذه المحافظة بتاريخها المشرّف وأصالتها الضاربة في العمق.
واليوم اخترنا أن نسلط الضوء على مساجد اللاذقية القديمة، يحدثنا عنها الباحث والمؤرخ في شؤون اللاذقية الأستاذ فايز فضول ذاكرة اللاذقية الحية الذي حفظ للأجيال القادمة أسرار وخبايا ومعلومات كثيرة مكتوبة أو شفهية عن أغلب المناحي الثقافية لمحافظة اللاذقية من موسيقا، أغانٍ، وتاريخ مدينة، وآثار والذي لا يبخل بتقديم المساعدة لكل باحث، أو طالب معلومة، أو قاصد معرفة، ليكون ما يقوله إرثاً يجب المحافظة عليه ليتناقله الأجيال عن هوية وتاريخ اللاذقية.

 

بدأ الباحث فضول شرحه فقال: هناك فرق بين المساجد والجوامع فالمساجد أصغر من الجوامع وكانت عبارة عن غرف صغيرة أو أماكن للصلاة بين البيوت أو حتى ضمنها في بيوت اللاذقية القديمة والعريقة وتابع : لابد من الاضاءة على المساجد في اللاذقية حيث يوجد في اللاذقية عدد كبير من المساجد التي زال عدداً منها في عمليات شق الطرق في أحياء مختلفة من المدينة. وقد عرفت اللاذقية في العهد العثماني العديد من المساجد الصغيرة التي كانت منتشرة في أكثر أركان المدينة, وكانت هذه المساجد مخصصة للصلاة, وكتاتيب لتعليم أطفال المسلمين القرآن والكتابة والقراءة, وما بقي إلا أن نسلط الإضاءة كي نهتدي إلى معرفة مواقع هذه المساجد الهامة والتي أزيل أكثرها عبر الأيام والسنين…
مسجد علاء الدين بن البهاء: هناك ما يثبت وجود هذا المسجد, ولكن المصادر لا تشير إلى معرفة مكانه حيث أول من ذكر هذا المسجد ابن بطوطة في حديثه عن اللاذقية قال: ( قصدتها لزيارة الولي الصالح عبد المحسن الاسكندري , فلما وصلتها وجدته غائباً بالحجاز الشريف فلقيت من أصحابه الشيخين سعيد البجائي ويحيى السلاوي, وهما بمسجد علاء الدين بن البهاء..

مسجد علاء الدين الخشاش: مسجد صغير مربع الشكل مقابل جامع الصليبة من الجهة القبلية, لهذا المسجد باب واحد في واجهته الشمالية, وفوق عتبة الباب لوحة رخامية كتب عليها بخط متداخل تصعب قراءته: (بسم الله الرحمن الرحيم, أنشأ هذا المسجد المبارك الفقير إلى الله تعالى علاء الدين بن الخشاش المعري طرابلسي سنة سبعة وثمانمائة .. الله .. صلى الله عليه وسلم..) ولم يهتد إلى معرفة اسم هذا الشخص. 

مسجد الشعراني: في حي المرفأ بين قبر البطرني وبرج المرفأ الشمالي. كان يضم قبر الشيخ سعيد (سرور بن القاسم الطبراني) أزيل في عمليات توسيع المرفأ سنة 1988 وتحول مكانه إلى شارع عريض.
مسجد جرادة: كان في سوق الحدادين قرب دار الشيخ مصطفى الحياني, في المحلة المعروفة قديماً بمحلة تحت المسجد كان اتجاه نوافذ هذا المسجد سبيل ماء أنشأه عبدالله فرح. أزيل المسجد عند شق شارع القوتلي.
مسجد البرهاني: سمي البرهاني نسبة لوجوده بالقرب من بيت إبراهيم بيك المطرجي في السوق الجديد. وشارع الجديد هو شارع قتيبة بن مسلم الباهلي. ويبدأ من ساحة السمك إلى شارع بورسعيد جنوباً وكان موضع هذا المسجد خلف المركز الثقافي حالياً. أزيل عند توسيع الشارع ومده جنوباً إلى شارع بورسعيد.
مسجد رميح : في شارع القوتلي ملاصق لدار عبد الودود. أزيل قسم كبير عنه عند شق شارع القوتلي وتوسيعه. أقيم مكانه بناية سكنية وهو اليوم فوق عيادة الدكتور أحمد نزار صالح طبيب العيون وقد تغيرت ملامحه الأصلية تماماً.
مسجد الحكيم: لا يزال في مكانه قبل نقطة التقاء شارع القوتلي بشارع المالكي وهو فوق بعض المحلات التجارية ويصعد إليه بدرج حجري.
مسجد القبة: في محلة الصليبة وهو بناء قديم جداً كان كنيسة اسمها / كنيسة القديس بندلايمون ولكن كبار السن سموها كنيسة الليمون لوجودها في بستان ليمون. ثم أصبحت مسجد الضحى .
مسجد شومان بك : في زاروب العنابة كان ملاصقاً لواجهة حمام العنابة الشرقية أزيل عند هدم الحمام ولم يبق له أثر.
مسجد السوق: مسجد قديم كان يقع عند بداية سوق بيت الداية لجهة الشمال هدم منذ مدة طويلة وأقيم محله عمارة سكنية جعل الطابق الأول منها مسجداً بدل المسجد القديم وتحته اليوم بقالية باسم بقالية الصوفي.
مسجد الزاوية: في محلة الصليبة عند رأس حارة الزاوية هدم منذ مدة طويلة وأقيم مكانه مبنى جمعية المواساة الإسلامية وكان بقربه مقبرة للشراكسة.
مسجد الشيخ يوسف(مسجد سوق العطارين) كان ملاصقاً لحمام العوافي(حمام البازار) الجهة القبلية أزيل عند شق شارع سيف الدولة. كانت خديجة بنت الشيخ عبد الفتاح ابن الشيخ يوسف أوقفت لهذا المسجد أوقافاً بموجب حجة شرعية مؤرخة في غرة شعبان سنة 1177هـ 1763 م.
مسجد الشيخ مرزوق: في محلة الصليبة أمام زاروب العواميد وملاصق لزاروب الشيخ مرزوق.
مسجد سليمان آغا عبد المنان الفاروسي ( في محلة القلعة) كان بالأصل داراً تشتمل على فسحة فيها بئر ماء عين وبيت بداخله بيت صغير معقودين بالأحجار والكلس تعرف سابقاً بدار أبي اسماعيل أوقفها الحاج سليمان بن عبد المنان وحولها إلى مسجد بموجب حجة شرعية مؤرخة في 11 رجب الفرد سنة 1160 هـ /1747 م هدم هذا المسجد منذ فترة طويلة وأقيم مكانه عمارة سكنية تابعة للأوقاف وفي الطابق الأرضي من هذه العمارة مؤسسة استهلاكية في مكان المسجد تماماً.
مسجد علي آغا العجان: في محلة القلعة أيضاً يبعد قليلاً عن مسجد سليمان عبد المنان هدم هذا المسجد عند توسيع شارع ميسلون وتحول مكانه إلى موقف للسيارات ( مرجع الأبنية والأماكن الأثرية في اللاذقية د. هاشم عثمان) إن محافظة اللاذقية غنية بآثارها وبنائها القديم حيث في كل بيت قديم قصة وفي كل شارع ذكرى, يجب على الأجيال القادمة معرفتها لأنها تشكل تاريخ مدينتهم.

مهى الشريقي 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار