شـــخصية المراهـــق يصنعهـــا أصدقـــاؤه..

العدد: 9486

الثلاثاء: 10-12-2019

 

من يربي المراهق؟ يبدو السؤال غريباً لكنه منطقي، فالصداقة تلعب دوراً محورياً في حياة المراهق الذي يتأثر بأصدقائه أكثر بكثير مما يتأثر بأبيه وأمه.

فجأة يحل الصديق محل العائلة وتصبح لدى المراهق رغبة قوية في قضاء معظم الوقت إن لم يكن كله مع صديقه فتراه يلح على زيارته ويحادثه بالهاتف وقد يكتب له رسائل ويفكر كثيراً في مشكلاته ولأن هذا أمر طبيعي لدى المراهقين بعامة فلا يتعين على الوالدين مقاومته بصورة حادة بل يستحسن أن يسهلا على ابنهما المراهق التواصل مع أصدقائه على أن يبقيا في وضع المراقب عن كثب.
ولأن تأثير الصديق هو الأقوى في حياة المراهق، فالكثير من سلوك المراهق وأخلاقياته مرتبط بنوعية ذلك الصديق، وكذا فإن كان صديق ابنك مؤدباً وناجحاً ومن عائلة سوية يمكنك الاطمئنان إلى أن شخصيته ستستفيد من تلك العلاقة.
من المعروف أن العلاقة بين الوالدين وابنهما المراهق تشهد حالة من الشدّ والجذب وأحياناً الجفاء والجفاف وذلك نتيجة كثرة الصراعات والجدال ونتيجة التغييرات النفسية والكيميائية في شخصية الابن وتزداد الفجوة في ظل الظروف الاقتصادية الخانقة التي يتعرض لها الوالدان وتزداد أكثر في ظل تعثر الحياة الزوجية بين الوالدين وازدياد المشكلات بينهما ومهما يكن من أمر فإن التوتر بين المراهق وأهله في هذه الفترة من حياة العائلة مؤقت وسيزول مع الزمن لكن الآثار وذلك التوتر في نفس المراهق على المدى الزمني البعيد تختلف بحسب الطريقة التي تمت فيها إدارة الأزمة.
مفتاح الإدارة الجيدة للأزمة يكمن في معرفة خصوصيات المراهق واحترام تلك الخصوصيات فمثلاً يكره المراهق أن يتم التعامل معه كطفل ويحب من الكبار أن يستمعوا إلى حجته وأن يستشيروه في مختلف الأمور ذات الاهتمام العائلي المشترك.
المراهق متمرد بطبيعته هذا ما تُمليه عليه التغييرات النفسية والجسدية وإذا ما وَجد المراهق أبوين قادرين على امتصاص نزعات التمرد لديه وتلينها بالتفاهم والحب ستتبخر في الهواء كل تلك النزاعات الحادة التي ما انفكت تنشب من وقت لآخر.
المراهق بحاجة لأب يصغي إليه وأم تفرد عليه جناح حبها وحنانها.

لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار