الفتـــاة الريفيـــة في الأغنيــــة الرحبانيــــة

العدد: 9486

الثلاثاء: 10-12-2019

                                                                       

 

أقامت جمعية العاديات _ فرع اللاذقية محاضرة بعنوان: الفتاة الريفية في الأغنية الرحبانية، قدّمتها الدكتورة سوسن الضرف أستاذة في كلية الآداب والعلوم الإنسانية _ قسم اللغة الفرنسية.

 

تناولت المحاضرة موضوعاً أثبتت كل الدراسات المتعلقة بالرحابنة أهميته بشكل عام، لذلك عمدت الدكتورة الضرف إلى تسليط الضوء على ما عدّته فناً حقيقياً له قواعده وأسسه، ألا وهو رسم الفتاة الريفية. ونوهت الدكتورة في البداية إلى موضوع المقارنة بين أسلوبين «رحبانيين» وهما الأخوان من جهة وزياد من جهة أخرى، لقد قام الأخوان رحباني بكل ما أوتيا من إبداع على خلق أنثى أصبحت بالنسبة لهما «التزاماً» ارتبط بقناعات وبعقيدة انتمائهم لبيئة جبلية ورعوية . . نقية. كذلك تناولت الدكتورة الضّرف أسلوب الأخوين رحباني في وصف الفتاة، والذي ضاهى بشكل متقن لوحات الرسامين الكبار، إذ يمكننا بسهولة أن نميز بين الرسم الخارجي الذي اعتنى بالشكل، والرسم الداخلي الذي تناول طبيعة الفتاة وخصالها، الحسنة بالتأكيد، ثم أكدت على اهتمامهم بخزانة ثياب هذه الفتاة «الملتزمة»، فمن حيث الشكل كان هناك عنوان عدّه الكل مبهماً أو عائماً وهو «الحلو» لما لهذه المفردة من خصوصية وتمايز فلكي، نَصِف فتاةً بالحلوة فيتدخل شعورنا وإحساسنا ونظرتنا الفردية التي لا تخلو من الانحياز، بينما لو وصفوها بكلمة «جميلة» لكانوا وقعوا في أزمة تفسير وضرورة خضوع لقواعد معينة وعامة للجمال. بهذه الطريقة سمح الأخوان رحباني للمتلقي بالمشاركة برسم هذه «الحلوة» وكل كما يحلو له. وعندما ذهبوا إلى التفاصيل أعطوا كل سر الجمال للعينين دون غيرهما من الملامح فعينا الفتاة الرحبانية هما مكمن الأسرار وكاشفاها على حدٍّ سواء. ثم نستدل على فتاةٍ ممشوقةٍ بالكاد تلامس الأرض بمشيتها وكأنها تتموج وتسبح بين الكائنات الأرضية والطيور أو الملائكة. وبالنسبة للزي الذي ترتديه الفتاة فهو أسير الريف بكل جماله حيث لابد من فستان يزيّنه شال أو منديل أو زنار . .، وكل في وقته ولوظيفة محددة. أما من حيث الرسم الداخلي المتعلق بطبيعة الفتاة فهناك ملامح ثابتة تثبتها كل الأغاني التي كتبها الأخوان رحباني ألا وهي الصدق والاندفاع البريء والوفاء، وتطغى السذاجة على الفتاة الرحبانية بشكل عام وقد أوردت الدكتورة الضرف الكثير من الأمثلة على كلّ تفصيل من طروحاتها. أما عند المقارنة بين الأخوين رحباني أكدت الدكتورة بأنه رغم طبيعة زياد الثائرة وظروفه المختلفة تماماً عن أبيه وعمه، ورغم تمرّده الظاهر حافَظَ في رسم الفتاة على نوع من الوفاء لهما ومشى على نفس الخط، لذلك نجد نفس التركيز على أهمية العينين أو على شفافية وصدق الفتاة الريفية، ختمت الدكتورة مداخلتها بأن كل الرحابنة كانوا من أنصار الزمن الجميل وكأنه اعتراف بأنهم ليسوا من أنصار ما سمّي «زوراً» . . حضارة.

ريم جبيلي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار