العدد: 9486
الثلاثاء: 10-12-2019
شدد وزير التربية مؤخراً على منع استخدام الموبايلات في المدارس بعدما شهد تراخياً في تطبيق هذا القرار..
وبينما يعاني المواطن السوري حالياً من الفقر, ويصرخ عبر الأبواق المختلفة, وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي، نجد معظم تلاميذنا يحملون موبايلات، ونادراً ما نصادف طفلاً يعاني من أهله المتخلفين، (حسب رأيه) لأنهم لم يسمحوا له باقتناء موبايل فهو الوحيد بين رفاقه في الصف المظلوم, أو يشعر بالغبن لعدم قدرة أهله على اقتناء هذه الوسيلة العصرية السحرية اليوم.
وقد نسي المسؤولون, أو تناسوا قضية مصادرة الموبايلات من الطلاب المخالفين في الامتحانات العامة السنة الماضية حيث تم القبض على بعض الطلاب, وبحوزتهم موبايلاتهم خلال الامتحانات.. طبعا تم الإفراج يومها عن الطلاب دون موبايلاتهم..
في مشكلة قد يعدَها أولي الأمر دون مستوى, وأهمية المشكلة السابقة، لكننا وحسب الكثير منهم نراها الأهم: أن يتم فصل تلاميذ الصف الواحد الذين يتشاركون المقعد, والصف, وساعات الدراسة، الذكور عن الاناث لالتقاط صورة جماعية لكل فئة على حدة, ثم بيعها في اليوم التالي بمئتي ليرة سورية ثمن الصورة لكل طفل, وبالإكراه لمن لا يريد، وأنه حين رفض تلميذ شراء الصورة, أجبر على الشراء..
بعد أكثر من شكوى وصلت إلى مكتب جريدة الوحدة بطرطوس من أهالي التلاميذ للصفين الخامس والسادس حصراً, وبعد عرض المسألة على مديرية التربية التي تبرأت من الواقعة دون رد رسمي, ورفضتها بالقول أن الموضوع يخص منظمة طلائع البعث، نقول إن المسألة الأكثر خطورة في فصل التلاميذ, ثم الإكراه على شراء الصورة, والأهم التهديد بالضرب, وبالمسطرة لمن يقول لا، أو يفصح عن رأيه بجرأة، كما قال لنا أكثر من تلميذ، وبألم: الأفضلية في التميز, والمحبة دائماً لأبناء المعلمين والمعلمات، هي مشاعر بعض الطلاب الذين صادفناهم ننقلها ببساطة..
نذكَر أن منع ضرب التلاميذ قرار محترم, موجود قبل وجود الموبايلات، وقبل فن التصوير, وتعليق الصورة بورقة الجلاء، وأن معلوماتنا هذه من تلاميذ يعيشون الواقع, ويطرحون همومهم بجرأة..
أطفالنا كبروا قبل الأوان، فلا تتجاهلوا ما يقولون.
بعد انتظار الرد الرسمي من تربية طرطوس، الذي لم يصل بعد، كانت لنا جولة اطلعنا خلالها على آراء التلاميذ الذين كبروا قبل الأوان, وكان الحديث ذا شجون..
سعاد سليمان