العدد: 9293
الأحد: 17-2-2019
يعيدنا ما نراه على الواقع من مفارقات تخطيطية تشكّل بؤرة التساؤلات حول المتعاقبين على هذه المدينة التي تعج بالأخطاء الخدمية والتنظيمية.
لن ندخل في تفاصيل الضابطة العمرانية والنظام العمراني وإنما سوء الأداء في تنفيذ المشاريع الحيوية بدقة وكحد أدنى استكمال الجزء المهم الذي يرتاده آلاف المواطنين يومياً فمشكلة الطريق الذي يعبره المواطنون يومياً للحصول على مادة الخبز من مخبز دمسرخو والذي نوّهنا في العام الماضي ومع بداية الصيف إلى ضرورة حلّ المشكلة والتقينا المعنيين في مديرية الفنية والصيانة لمجلس المدينة ووعدنا بالحل خلال الصيف الماضي ولكن هل أخذ بعين الاعتبار ما يعانيه المواطنون.
الشكوى المقدّمة إلينا من قبل العديد من المواطنين والسائقين وغيرهم بالمطالبة بتغيير منافذ البيع للمخبز كون مجلس المدينة عجز عن تزفيت هذا الطريق أو كحد أدنى تعبيده ليستطيع المواطن الوصول إلى المخبز بكرامة بعيداً عن الأوحال والأتربة والغبار والحفر التي تملأ الطريق بالمياه نتيجة الأمطار هذا الموسم، البعض أكد على عدم المطالبة بحل مشكلة الطريق نتيجة اليأس من كثرة الشكوى بلا حلول، والبعض الآخر تساءل عن الأسباب التي تشكّل سداً منيعاً ما بين خدمات المواطن والمعنيين عن تنفيذها، والبعض لفت إلى أن مادة الزفت كانت حاضرة العام المنصرم لتفترش بها العديد من الشوارع التي قد لا يحتاج بعضها إلى تزفيت.
المشهد الأقوى كان بارتداء المواطنين الأحذية المطاطية للوصول إلى كوة البيع وفي القرن الحادي والعشرين وضمن المدينة. لن نعرف من هو المسؤول عن تنفيذ هذا الشارع نظراً لتكرار التغيير خلال عام أو عامين سواء لرؤساء مجلس المدينة وحتى المديرين الفرعيين فيها. لهذا نكتفي بتسليط الضوء مجدداً على هذه البقعة التي تحتاج لصحوة هذا العام تترافق مع إطلاق التصريحات حول الموازنة وتوفير المخصصات للتزفيت على الرغم من أن وزارة الإدارة المحلية في العام قبل المنصرم وفرت كتلة بمئات الملايين لتزفيت الشوارع ووفق الأولويات، فكيف تقدّر الأولويات من قبل الجهات المختصة بالمطالب الواضحة والملحة والتي كانت حاضرة ضمن مؤتمرات نقابة اتحاد العمال وركزت على ضرورة حلّ المشكلة بأية طريقة يراها المجلس مناسبة، وبتقديرنا ووفق الاحتمالات القائمة قد تصل هذه الشكوى إلى رئاسة الحكومة لتلقى الحل المناسب، فما هو رأي مجلس المدينة وما هي المشكلة والأسباب التي سيعتزم تبريرها في معرض رده. فمهما كانت التبريرات ما يفرزه الواقع أقوى والصور أبلغ من الكلام. ما نراه من خلال المتابعات والمشاهدات على مدى سنين، إن ملف التزفيت يشكل العامل الأقوى لتنفيذ مشاريع الزفت بطريقة لا تحقق الشروط الفنية. فبعض الشوارع يعاد ترقيعها في كل عام، والبعض الآخر تحفر وتزفت دون حاجة، فلا جور ولا تشققات والبعض منها يزفت بعيداً عن الكود الهندسي والبعض والبعض..
ولو جمعت الأرقام المنفقة على هذه المشاريع وخلال السنوات الثلاث الماضية لرأينا كتلة من الإنفاق غير متوافقة مع ما هو قائم على الواقع المرئي، ولنا مع هذه الحالات متابعة.
سهى درويش