العدد: 9480
الاثنين: 2-12-2019
من مفكرتي للأديبة الدكتورة ريم هلال كتابٌ عنوانه يدّل على مضمونه, وقد أسعدني أن تهديني المؤلفة كتابها وقد قرأته للمرة الثانية على الرغم من ضيق وقتي.
وقدّرت وفاءها الذي أبرزته من الإهداء لي بكلماتها الطيبة إلى (الأستاذ الذي لا أدري كيف أكافئ فضله إلّا بسطور تحمل ذكراه).
أتابع ما تكتبه المؤلّفة وقد قرأت مقاطع كثيرة من كتابها القيم المؤثر (البصر والبصيرة) في البرامج الثقافية الإذاعية وكنت أتبادل الحديث حول الكتاب قبل طبعه وكان ذلك منذ سنوات ويتضمن كتاب (من مفكرتي) خواطر نثرية, وجاء في المقدمة: (من مفكرتي خلال سنوات مضت اختلست هذا النصوص التي تراوحت ما بين خواطر انتابتني وحكايات حقيقية الأحداث) هناك محطات إنسانية مرهفة تتسلّل إلى أعماق النفس.
تقول الأديبة ريم (وأنا أمسُّ اليوم ذراع أمي بكيت في داخلي إذ ما من أحد بصّرني قبلاً بما فعل بها الزمان, أو بما سبّبت لها أنا من متاعب , وكثبت عليها بأشواك دربي غفرانك أمي).
في المفكّرة مشاعر توحي بالحزن الألم , والصبر والكفاح والنجاح وكانت الأديبة ريم سعيدة جداً بصدور كل واحد من أعمالها إذ ما من أمر يبهج الكاتب مثل كتاب جديد يحمل اسمه وتعبّر عن ذلك بقولها: (هل هناك من لحظات أسعد من تلك التي استقبلت بها عملي البصر والبصيرة، فهو دون سواه الوحيد الذي ضممته إلى صدري, وهو دون سواه الوحيد الذي تعطرت له وتجملت كيف لا يكون ذلك؟ وقد شكّل سيرتي الذاتية منذ طرقت أبواب هذا الكون).
ويبرز إيمان الكاتبة بالله تعالى في مفكرتها (ربما تقف أعواماً أمام باب دون أن تتمكّن من فتحه قد تخفق محاولاتك كلها في فتحه, لكن في لحظات مباغتة يشرّعه الله لك على اتسّاع مصراعيه).
أقرأ في الكتاب كلمات أثارت ذكرى اهتمامي بالأديبة ريم وقد عبّرت عن تقديرها للأحاديث القديمة حين كان مؤلفها (البصر والبصيرة) لايزال مخطوطاً فقد توليت أنا شخصياً بث مقاطع منه لأيام عديدة ضمن برنامج ثقافي كنت مشرفاً عليه في الإذاعة وقد تساءلت هي هل سيتمكن عملها الأثير هذا من أن يسعد الناس كما أسعدها من أن يحزنهم كما أحزنها من أن يهزهم كما هزّها.
كتاب (من مفكرتي) هو ينبوع يتدفق بالحب والأحزان التي لا تنسى يوماً أن تستيقظ معك, وهو ينبوع يلهم القراء الصبر والكفاح للتغلب على جبل المشقات, وأنت تفوقت وحققت التميز والإبداع وإني شاكر لوفائك وأتابع إبداعك دائماً.
عزيز نصّار