الوحدة: ١٣-٩-٢٠٢٤
يبدو أن مبدأ (قلّع شوكك بإيدك) بات هو المسيطر على الكثير من الجوانب الخدمية، وأهمها القيام بإصلاح الطرقات التي تؤدي إلى مراكز شماعات الحمضيات المنتشرة في الكثير من المناطق، حيث تؤسس هذه الطُرقات شبكة واسعة بين جميع الحيازات وعلى كامل الشريط الساحلي الأرض القابلة لتلقّي تبعات غضب الطبيعة بأنواعها، فالعام الماضي كان الشكل العام لغالبية هذه الطُرق بعيداً جداً عن المنطق، بغضّ النظر عن تبعية هذه الطُرق خدمياً، والجهة المسؤولة أولاً وأخيراً عن صيانتها ووضعها بالشكل الطبيعي لتكون ممراً آمناً لسيارات صغيرة وكبيرة داخلها حمولات بالأطنان.
والشتاء الماضي وغزارة الأمطار والطوفانات فعلت فعلتها على الكثير منها، وقد تذوّق الأهالي الكثير من الويلات في سبيل الوصول إلى الحيازات الزراعية وكذلك شماعات الحمضيات التي تقوم بتصريف إنتاج المزارعين، فحدثت انجرافات عديدة وفُتحت جور بأعماق مختلفة نتيجة غزارة الأمطار والسيول، حيث قام بعض أصحاب هذه الشماعات بتأمين ردميات مختلفة والعمل على وضعها ضمن الحفر الكبيرة تفادياً لوقوع المحظور، وقد ناشدوا المعنيين حينها مراراً بضرورة المساعدة وتقديم العون لترقيع هذه الطُرق التي لا زالت قيد الانتظار.
وعلى محور الشامية التي تمتلك حيازات واسعة من الحمضيات، بدأ الأهالي باستباق الأوضاع والزمن مناشدين عبر (صحيفة الوحدة) المعنيين بأمور الطُرق الزراعية بضرورة تلبية مطالبهم الملحّة بهذا الخصوص والعمل على تأمينها وصيانتها لتكون جاهزة قبل الدخول بعالم الشتاء المجهول، فعلى محور شماعة السيد سامر ديب التي تقع ضمن مناطق واسعة من خيرات الحمضيات والتي تعمل على دعم وتشغيل الكثير من العائلات سواء بالحقول أو داخل الشماعة، فهي حالياً تستقطب نحو مائة عائلة تقدّم لهم أجوراً يومية تساعدهم في أمور الحياة، مع العلم أن هذه الشماعة قد لحقت بها أضرار كبيرة جراء العاصفة في آب ٢٠٢٢ تمثل بخروجها عن العمل نتيجة سقوط السقف بالكامل مع الجدران وتضرّرت بعض آلات المنشأة ولم يتم تعويض أي مبلغ عن هذه الأضرار، علماً أن هناك ضبطاً بالواقعة المذكورة.
ومن أبرز هموم أصحاب الشماعات التي يواجهونها خلال عمليات تأمين المحصول بعيداً عن أوضاع الطُرق، فهم يتكبدون تأمين صناديق نصف حقل ثمنه ١٠ آلاف ليرة غير قابل للرد، والبراد بحاجة ٢٠٠٠ قفص وهذا على حساب المزارع وأصحاب الشماعات، أمّا طبالي الخشب فسعر الواحدة ١٣٠ ألف ليرة والبراد بحاجة ٢٤ طبلية، وجميعها تُعد من الكماليات الطبيعية لعملية النقل، عداك عن مصروف الوقود والسيارات المتحركة من حقل إلى آخر وفي جميع المناطق، والأبرز في هذه الأوقات هو عدم استطاعة أصحاب الشماعات تشغيل الآلات بسبب مصروفها الضخم، حيث يتم الاعتماد على العمل اليدوي، واستخدام عمّال إضافيين لتدارك الوقت المحسوب على الجميع.
فهل تعمل الدوائر الخدمية المعنية على مساعدتهم في تأمين مستلزمات إصلاح الطُرق، والقيام بتشجيع العمل الجماعي وتعميمه على باقي المناطق فالحمل على الكثيرين خفيف؟
سليمان حسين
تصفح المزيد..