العدد: 9479
الأحد: 1-12-2019
في هذا العام، تنهدات الفلاحين في المقابل تتشابه مع تنهدات وجعه في الأعوام الماضية،والمسؤول (الزراعي والصناعي والتجاري والتسويقي والتصديري والتمويني) سارع إلى طرح التفاؤلات عبر برامج إذاعية وتلفزيونية، ناقش فيها أزمة البرتقال، المهم النتيجة، لقاء الإعلام مع فلاحي البرتقال، بدت إجابات الفلاحين متشائمة جداً، وتتشابه تماماً مع إجاباتهم في الأعوام الماضية:
قالوا: البرتقال لا يسوّق، وأسعار البرتقال منخفضة وأقل من التكلفة، وأسعار مستلزمات الإنتاج عالية، والأدوية الزراعية في أغلبها قديم أو فاسد ومهرب، وتجار سوق الهال يأكلون الأخضر واليابس، وشركة الدولة تستجر حوالي عشرين ألف طن من أصل مليون ونصف المليون وتطرح أغلب ما تسوقه على التجار في دمشق وحلب وهو أمر يؤثر على أسعار سوق الهال في أماكن الإنتاج، وفي النهاية، يقع الوجع على المزارع وحده، في بعض السنوات كان بعض التجار يقومون في حالة استعراضية على التلفاز، ويعلنون أنهم يقومون بتسويق البرتقال إلى روسيا، الحكاية استعراضية، ألف طن أو ضعف هذه الكمية ماذا تفعل في إنتاج ضخم؟ أحد المسؤولين قال إن أسعار البرتقال في سوق الهال بين مئة ليرة ومئة وخمسين ليرة، ولكن أحد مزارعي طرطوس قال: أعلى سعر هو خمسون ليرة إذا سوّق!
من نصدق هذا المسؤول أم الفلاح؟
الفلاح يتكلم من الأرض وهو موجوع، والمسؤول يتكلم من وراء طاولته، والإحساس بالمشكلة مختلف.
وزارة التجارة الداخلية قدمت إعلاناً لمزارعي البرتقال الذين يملكون أكثر من خمسة وعشرين دونماً من البرتقال للتواصل معهم، هؤلاء لا يشكلون أكثر من واحد بالمئة من المزارعين وممن على رأسهم ريشة الغنى والوجاهة، ومزرعة البرتقال عندهم وجاهة وليست حاجة، والسؤال ماذا عن بقية المزارعين، وأين أسواق التصدير، وأين شركات التصدير، وأين معامل تصنيع العصائر، وتصنيع المركزات؟ وأين وحدات خزن التبريد، وشاحنات التبريد لتصدير البرتقال، وأين معامل التوضيب، وأين وزارة الزراعة عن تسويق الأدوية الزراعية الجيدة غير الفاسدة، وأين الدولة من أسعار الأسمدة المرتفعة، وأخيراً، كيف نقرأ وجع الفلاح لإيجاد حلول نهائية؟!
أسئلة قديمة، جديدة، في غابة الحلول المفقودة!
سليم عبود