الكتـاب.. التلفزيـون.. الأنـترنت أدوار تتكامـــل لتنميــة معـــارف أطفالنــــا وبنــــاء مســـتقبلهم

العدد: 9477

الأربعاء:27-11-2019

 

منذ البدايات الأولى للإنسان، كان الطموح للمعرفة هو الدافع الأساس لاستمراريته وتطوره في مختلف المجالات، فقد بدأ أولاً برسوماته على جدران الكهوف والصخور ثم انتقل بعدها إلى اختراع أبجدياته التي خزنت تاريخ الحضارات وتوزعها على امتداد الكرة الأرضية، وتوالت الثورات المعرفية – اختراع الورق والطباعة – وما نتج عنها من انتشار لوسائل المعرفة والاتصال والتواصل، كالكتاب والإذاعة والتلفزيون والأنترنت، وعاماً بعد عام بل ويوماً بعد يوم، تغيرت الاهتمامات والتوجهات لاختيار الأفضل من هذه الوسائل لدى أفراد المجتمع وبالتالي تغيرت كذلك خريطة وسائل المعرفة ومدى تأثيرها وانتشارها بين الناس، وبينما ما زالت الوسائل التقليدية تحظى بتقدير من الأجيال الأكبر سناً في المجتمع تتزايد المساحة التي تشغلها وسائل التواصل الحديثة خاصة في أوساط الأطفال بحيث أصبحت تهدد مكانة الكتاب والوسائل التقنية التقليدية بكل أشكالها.. 

(جريدة الوحدة) وفي هذا الاستطلاع توجهت بالسؤال حول علاقة الأطفال بالأنترنت مقارنة بالكتاب وبالشاشات الفضائية وماذا يختارون بين هذه الوسائل المختلفة سواء للتسلية أو لاكتساب المهارات والمعارف والقيم وأنواع السلوك الاجتماعي؟ فكانت الإجابات الآتية:

 

× الصديقة ميس ناعسة، الصف السابع قالت: أفضل التلفزيون لأنه الجهاز المناسب للتسلية خاصة أثناء العطلة الصيفية، فهو يطلعنا على ثقافة وحضارة الشعوب ويعرض لنا المسلسلات والأفلام المقتبسة عن أفضل الروايات والقصص في الأدب العربي والعالمي، وكذلك نستطيع أن نشاهد الكثير من القنوات الكرتونية وهذه القنوات مسلية جداً وفيها العديد من الأفلام الكرتونية والأناشيد المسلية والمعلومات المفيدة.

* الصديق مازن عساف، الصف السابع قال: الكمبيوتر موجود في كل بيت والجميع يتعامل معه ولا يستطيع أحد أن يستغني عن خدماته فمن خلاله نستطيع أن نتواصل مع العالم في أي مكان كذلك نستطيع من خلال الماسنجر أن نتحدث مع أي شخص في العالم كذلك يتيح لنا الكثير من الألعاب المسلية وهو أفضل من التلفزيون في كل شيء فالتلفزيون قنو اته محدودة أما الكمبيوتر والأنترنت فعالم واسع من المعلومات والتسلية بأقصر وقت وبأسهل الوسائل.

* الصديقة وفاء درويش، الصف الثامن قالت: أنا من أسرة ما يزال الكتاب يأتي في مقدمة اهتماماتها، وتضم مكتبتنا المنزلية العديد من الكتب الأدبية والعلمية وأنا أحتفظ فيها بقسم يحتوي على كتب ومجلات الأطفال التي أحرص على اقتنائها بشكل دوري ويوجد فيها الكثير من الكتب والقصص المفيدة – فخير جليس في الأنام كتاب – وغالباً ما أشارك زميلاتي في تبادل بعض الروايات الجميلة وأنا من متابعي جلسات – قراءة وافتتاح كتاب – الذي تدرجه مكتبة الأطفال العمومية ضمن نشاطاتها، وهذا لا يمنعني من متابعة بعض المسلسلات والبرامج التلفزيونية المسلية.
* الصديق فادي حليوة، الصف السابع قال: أحب النت والمواقع الالكترونية وأستخدمها للحصول على المعلومات من القنوات التعليمية، ومتابعة المسلسلات، ولكني في نفس الوقت أحافظ على علاقتي بالشاشات الفضائية لمتابعة المباريات والبطولات العالمية التي تمتاز بنكهة خاصة أثناء مشاهدتها عبر القنوات الفضائية.

 

* الصديق حنا كرّوم، الصف الثامن قال: على الرغم من تقديم المعلومات غير المحدودة من خلال الأنترنت إلا أنه بالمقابل عندما نصل للمعلومة بشكلٍ سهل وسريع تغيب فرص الإبداع وبذل المجهود والمطالعة وجمع المعلومات لإنجاز البحوث التي تطلبها المدرسة كما أن وسائل الترفيه التي يقدمها قد تتسبب بإهمالنا لدراستنا، لكننا ومن خلال متابعة الأهل نستطيع أن نكون أصدقاء لهذه الوسيلة التقنية الهامة في حياتنا من خلال تنظيم الوقت.
* الصديقة سندس إبراهيم، الصف السادس قالت: لكل وسيلة من هذه الوسائل فوائدها وأضرارها، وعلينا أن نعرف كيف نستخدم كل وسيلة حتى نصل إلى الغاية المطلوبة منها سواء التسلية أو المعلومة أو القيمة الاجتماعية، لكننا كأطفال فإننا نميل إلى الوسيلة التي تجذبنا بأسلوبها وطريقة عرضها وهذا ما يقدمه التلفزيون لنا من خلال مشاهدتنا للأفلام والبرامج الممتعة وخاصة أفلام الكرتون.
بقي للقول
الكتاب – التلفزيون – الأنترنت، ساحات واسعة للمعارف والعلوم بشتى أنواعها واستخداماتها، وأدوار تتكامل لتقدم للبشرية أسس حضارتها ونهضتها, وأهمية كل أداة من هذه الأدوات تبقى رهن استعمالها وكيفية الاستفادة منها في حياتنا ومستقبلنا، صحيح أن ثورة العالم الرقمي استطاعت أن تغزو المجتمعات، وتهيمن على أفكارها وسلوكياتها وتؤثر إيجاباً أو سلباً على يومياتها وحياتها، لكننا وبقليل من البحث عن الأساليب والطرق المناسبة، قد تتحول لتجربة مفيدة خاصة عند أطفالنا إذا وضعنا في الاعتبار أسس التعامل معها كوسيلة هامة في إيصال المعلومات والقيم والاتجاهات إلى أفراد المجتمع ككل.

فدوى مقوّص

تصفح المزيد..
آخر الأخبار