رجال يتزوجـــــــــون بالإكــــــــــراه!

العدد: 9476

الثلاثاء: 26-11-2019

 

زوجوني غصباً عني بابنة عمي، ولم يكن لي يد في الموضوع، ولكن إرضاء لرغبة والدي الذي خفت أن يصاب بالجلطة إذا رفضت لأنه أعطى كلمة لعمي بأن أتزوجها، وبدوري أعطيك كلمة بأني سأطلقها وأتزوجك، لأنني أحبك وأريدك أن تكوني شريكة حياتي بالطبع كان الشاب عند كلمته فهو صاحب مبدأ كوالده الذي أرغمه على الزواج بمن لا يحب وطلّق ابنة عمه بعد أشهر قليلة، والشيخ الذي كتب ورقة الطلاق هو الذي عقد قرانه على محبوبته. 

ومن دون موافقة والده، فقد أطاع والده وحافظ على كلمته في المرة الأولى أما الآن فهو يرضي نفسه والمرأة التي يحبها.
ولم تجد ابنة العم المطلقة سوى اعتذارات الأب وأسفه وغضب والدها، وثورة أشقائها ضد ابن عمهم الذي طلق شقيقتهم بعد خمسة أشهر فقط من الزواج، فثورتهم ليست انتقاماً لأختهم التي تحكموا بمصيرها وزوجوها بمن لا تريد، ولكن لخوفهم من كلام الناس لأنها طلقت بعد أشهر قليلة من زواجها، ولو كان الطلاق بعد سنة أو سنتين ،فلن تكون تلك النقمة وردة الفعل فما يهمهم ( سمعة العيلة) فقط أما صاحبة الشأن فهم سيزوجونها بـ(سيد سيد) عقب انقضاء العدة ليردوا لابن عمهم الصاع صاعين البنت المسكينة تهددهم بأنها ستقتل نفسها إذا زوجوها مرة أخرى بالطريقة نفسها هذا ليس مشهداً من فيلم عربي قديم ولا مقطعاً من فيلم هندي طويل، ولا حواراً من مسلسل مكسيكي: بل حكاية حقيقية تحدث لمن تجبرهم أسرهم على الزواج ويمارسون عليهم الضغط للموافقة مع أن العرف السائد أن الفتيات هن اللواتي يتزوجن بالإكراه لأنهن لسن بصاحبات قرار. فشؤونهن الخاصة والعامة ومستقبلهن العلمي والعملي واختيار شريك الحياة كلها قرارات تتخذها عائلاتهن.
أما الشبان فليس من السهل إرغامهم على الزواج لأن بيدهم سلطة الرفض وفي حالة الشاب السابقة ،فإن الفرق شاسع بين قرار الشاب الذي كان حازماً بتطليق ابنة عمه ولكنه لم يكن صارماً مع والده عند قبوله الزواج بها في البداية لأنه يعرف أن من تحبه ستعذره وتتزوجه وتكون ممتنة لأنه طلق زوجته وحافظ على عهده لها وإن غضب والده لن يطول بعد انفصاله عن ابنة عمه لأنه نزل عند كلمته وأطاعه وتزوجها وبعد زواجه منها أصبحت ملك يمينه يتصرف فيها كما يشاء.
فالزواج المتكرر بالنسبة إلى الشباب ليس عيباً وتطليق من يتزوجوهن ليس نهاية العالم لأنهم لن يخسروا شيئاً فهم يتزوجون بكلمة وبكلمة يطلقون والفتاة هي التي تتحمل كل الآلام النفسية ووصمة المجتمع لها بأنها مطلقة وقد تخرج من التجربة بأطفال تكون مسؤولة عنهم لتعيش ضيفة ثقيلة على أهل لم يصدقوا أنهم تخلصوا منها فكيف إذا رجعت مطلقة تجر من خلفها أطفالها.

لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار