العـــــدد 9475
الإثنين 25 تشرين الثاني 2019
الحكمة ليست حكراً على أحد، امتلكها، وخفّف عن نفسك وقع سياط المعيشة اليومية، فحتى الحديث عن هذه (السياط) مؤلم!
لن نخرج من الواقع، ولن نجمّله، وليس بإمكاننا فعل ذلك، لكن هناك شيئاً أفضل من شيء آخر، والحديث عن الفرح قد يدخل البهجة إلى القلوب..
الأسواق في وادٍ، وقدرة الناس على خوض غمارها في وادٍ آخر، لكن وكما يتفق عليه كثيرون فإن خطوة من الدولة، وخطوة من المواطن، تتقلّص المسافة ولو (شبراً) على أمل أن يزيد كلّ طرف سعيه لتُلغى هذه المسافة كلياً ويكون السوق لعامة الناس..
الـ 20 ألف ليرة زيادة على الراتب، وإضافة الـ11500 ليرة إلى أصل الراتب، وترفيعة رأس السنة 9% هي خطوة الدولة باتجاه مواطنيها، لكن حتى نحمي هذه الخطوة فإننا مطالبون بإنجاز خطوتنا والمتمثّلة بالتصدّي لحيتان السوق و(صراصيره)، واتباع ثقافة (مواطنة) حقيقية من خلال الإبلاغ عن كلّ مستغلّ ولو بليرة واحدة، وعندها سنكتشف أهمية هذه الخطوة.
على جناح آخر، فإنّ (السورية للتجارة) قادرة على إيجاد حلول حقيقية من خلال تطوير أدائها وإمكانياتها ومنح المواطنين من خلالها امتيازات إضافية، وزيادة (حصّتها) من المستوردات تدريجياً على صعيد الكمية وأنواع السلع، فتجبر بذلك القطاع الخاص على (التواضع) دفاعاً عن استمرار وجوده في السوق.
(السورية للتجارة) بدأت بـ (عروض الشتاء) وهذا مهم ومطلوب، ومن الطبيعي أن نرى انعكاس ذلك لدى القطاع الخاص وهذا هو الدور المطلوب، أو على الأقلّ هكذا فهمنا دور هذه المؤسسة الوطنية، دون أن يعني ذلك أننا نقبل بخسارتها لأن ذلك سيغيّبها عن المشهد، لكننا متفقون معها أن الغاية من وجودها ليس الربح.
على الطرف الخاص بالمواطن، فقد بات المواطن السوري (خبيراً اقتصادياً) يعرف كيف يدير دخله (على قلّته)، ويعرف كيف يعيد ترتيب أولوياته، والمدفأة على سبيل المثال (لا يشغلها) إلا إذا كانت العائلة كلها مجتمعة، و(المؤونة) عادت لتحتل مكانتها وأهميتها في حساباته، وغير ذلك مما فرضه الواقع المعيشي الصعب الذي اختبر مهارة الحياة لديه ونجح في الاختبار..
إنها (حكمة الزمن الصعب)، أنتجها إنسان مؤمن ببلده، متفهّم لما يجري حوله، واثق من أنّ الغد سيكون ملكه، لذلك لا يبخل بالدفاع عنه، ولن يبخل.
غانــــــم محمــــــد