على البسطات.. ومستقبل تصنعه الإرادة

العـــــدد 9475

الإثنين 25 تشرين الثاني 2019

 

ملأت البسطات وعربات البيع شوارع المدينة، وأغلبهم من الشباب، إما لازالوا يدرسون أو من خريجي الجامعات وممن لم يجدوا حتى اليوم فرصة للعمل، لكن الحاجة وظروف الحياة القاسية فرضت على البعض أن يستأجروا أو يشتروا عربات صغيرة لبيع بعض المنتجات البسيطة والتي يتوجه اليها الناس بسبب الغلاء الذي تشهده الأسواق المحلية..
حسين سليم (١٩عاماً) ابن مدينة الدريكيش، يدرس في السنة الأولى بالمعهد الصحي، قسم تخدير، وجد فرصته للعمل في مجال الفخار، يبيعه على عربة متواضعة من أجل توفير مصروف الدراسة دون حاجة لأي أحد.
لم يشعر حسين خلال عمله بالإحراج من زملائه لأنه راض بالواقع في ظل ظروف الحرب ورضي أن يكون عوناً لأسرة مكونة من ٦ أفراد مع والده الذي يعمل في بيع الخضار ولكنه لا يستطيع تلبية كل حاجات أسرته، يقول حسين: أقوم بشراء الفخار والخزفيات ثم ألصق الستراس على القطع ثم أقوم بدهنها بالألوان الجذابة وببيعها بأسعار رمزية.
تعلمت هذه الحرفة من صديق لي علمني هذا العمل وهو يبيعني الفخار، أتوجه إلى عملي صباحاً وأنا موجود في زاوية بأحد شوارع أسواق المدينة من التاسعة صباحاً حتى العاشرة مساء كل يوم، وأبقى رغم ظروف الطقس في العمل حتى أستطيع تأمين مصرفي وبالحد الأدنى، حتى لا أحتاج أحداً، رغم قسوة الظروف العمل خير من الحاجة، وأنا فخور بعملي، على الأقل أساعد نفسي في تحقيق ذاتي لأصل إلى طموحي وأكمل دراستي.
في الشارع حكايات كثيرة، أرى بعض الشباب بلا عمل وهم عالة على أسرهم، لا يزعجني مرورهم ولا أخجل من نظراتهم، لأنني أتعب وأنا مؤمن أن العمل شرف وأن النهاية بعد التعب حتماً سعيدة.
فرص العمل موجودة ومتوفرة لمن يرغب بالعمل، ما يزيدني قوة رغبتي في تحقيق طموحي ومساعدة عائلتي ويوم سأنهي دراستي سأبقى أعمل ولن أخجل من وجودي على العربة فهي التي كانت سبباً في إنهاء دراستي وعدم حاجتي للناس، حلمي كبير ولن أرضى أن أكون على هامش المجتمع بالالتزام والصبر والجدية سننتصر.

زينة هاشم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار