العدد: 9474
الأحد: 24-11-2019
خضعت العلاقة بين المعلم والطالب وعلى مر الأيام لتغيرات جذرية فقديماً كان المعلم يعتمد في تعليمه على أساليب متنوعة لتنشئة رجال يعتمد عليهم أيام زمان حيث كان الأب يقول للمعلم (الكم اللحم ولنا العضم) هذا العظم عند البعض تعرض للترهل والوهن فلجأ بعض المدرسين لردع الطالب المشاكس سواء معنوياً أو سلوكياً وكان الضرب أحد هذه الوسائل علماً أن هذه الطريقة ليست ناجحة لأنها تقود هذا الطالب بعد فترة إلى التعود عليه ليعود مرة أخرى إلى نفس السلوك الذي ضرب من آجله. إذاً، ما البدائل لمعاقبة الطلاب المشاكسين خاصة في مراحل الحلقة الإعدادية والثانوية وهذا الطالب الذي يعتبر نفسه أنه قد أصبح شاباً ولن يتحمل أن يضربه معلمه وقد يكون قرار منع الضرب في المدارس قد أكسب الطالب نوعاً من الحماية لنفسه مهما فعل في المدرسة لمعرفة تبعيات هذا الإجراء استمزجنا آراء بعض الأخصائيين والأهالي والطلاب.. هذا ما قاله الموجه الاختصاصي للإرشاد الاجتماعي في تجمع قنينص أحمد شعبان الذي قال: الضرب مؤذٍ للطالب نفسياً كذلك الكلمات النابية إن صدرت عن المعلم الذي يعتبره الطالب قدوة له كذلك هي أيضاً مؤذية، ومنع الضرب هو قرار سليم لأن الطالب الذي يتعرض للضرب قد يتعود عليه ويعود لتكرار نفس السبب الذي ضُرب من أجله، وبدائل الضرب هي في وضع علامة السلوك في الحلقة الثانية والثانوي، والأمر الآخر إذا حصل أي خلاف بين المعلم والطالب فالمرشد النفسي الاجتماعي موجود في المدرسة لحل هذه الإشكالية وحل هذا الخلاف والتربية المنزلية أيضاً لها دور كبير في توجيه أولادهم، أما الأخطر من كل هذا فهو وسائل التواصل الاجتماعي التي أثرت بشكل خطير في سلوك وأصبح ولاء هؤلاء الطلبة لهذه الوسائل التواصل كبيراً، وإنّ المعلم أيضاً يجب أن يكون متمكناً في مادته ووسائله وأسلوبه الذي يشد ويجذب الطالب إلى الدرس أيضا هذا الأمر يؤثر بشكل إيجابي على سلوك الطالب.
الأستاذ نبيل خزام، مدير مدرسة سابق ومدرس حالياً يقول: إن ظاهرة الضرب قديمة في العملية التربوية كما كان في الكتاتيب وكان الضرب شكلاً من أشكال العقاب التربوي الأبوي يتلقاه طلبة العلم دون تذمر، والأهل قد دفعوا بأبنائهم لطاعة معلميهم انطلاقاً من مبدأ من علمني حرفاً كنت له عبداً وحالياً الضرب ممنوع بأي شكل من الأشكال وأكدت على ذلك الأنظمة والقوانين إضافة لآراء علماء النفس والتربية ومسؤولية التعامل مع الطالب المشاكس تتحملها عدة جهات، أولها الأهل فالوضع المعيشي للأسرة له دور كبير كون التربية فيها تقوم على عدم الاهتمام والعنف الأسري، وثانياً من الطالب ذاته حيث أن حب الذات والتقليد تشكل عقداً مختلفة يحملها الطالب من الأسرة إلى المدرسة والمجتمع، أما ثالث الأطراف فهو المعلم الذي تلعب شخصيته وحضوره وثقافته التربوية ومن ثم التعليمية دوراً على صعيد تمكنه من إدارة الصف والتعامل مع المستويات المختلفة للطلبة وإيصال المعلومة إليهم وللمجتمع ونظرته إلى المعلم والمرتبطة بالمنظور المادي دور أيضاً وكل هذه العوامل مجتمعة هي أساب لانتشار ظاهرة العنف والضرب غير التربوي من الجهات الأربع ومن تجربتي فإن المدرس المتمكن من اختصاصه قادر على التعامل مع المشكلة أكثر نجاحاً وقد لجأت إلى الضرب لكن بمحبة وبدون غاية سوى الطالب الذي يرتدع وهو سعيد وعندما يدرك المعلم واجباته وحقوقه وحدود دوره التربوي والتعليمي يتلافى الوقوع في الخطأ والأهل تقع عليهم مسؤولية تغيير النظرة للمعلم وللمدرسة والدفع بأولادهم إلى الانضباط والالتزام.
هذا ما قالته السيدة غيثاء. ع، مدرسة حيث عبرت عن رأيها كأم أولاً بأنها ليست مع الضرب وكل طالب يعرف أخطاءه والزجر أو التهديد بالعلامة قد تأتي بنتيجة إيجابية ولن يكون لي أي ردة فعل في حال عوقب ابني إذا عوقب على تقصيره سواءً في فعل أو سلوك غير لائق.
عدم الضرب قلل من هيبة المعلم هذا ما نوهت إليه إحدى المدرسات حيث قالت إنه يوجد في القاعة الدرسية حوالي 50 طالب وهم حلقة أولى في البداية لجأت إلى الكلام الذي قد يكون له نتيجة إيجابية معهم لكن ذلك لم يجدِ أبداً إذا ما أخل طالب معهم بسلوكه خلال الدرس أقوم ولو بضربه بشكل خفيف وغير مؤذٍ فيجلس هادئاً يكون ذلك مثل درس لبقية الطلاب الذي لديهم ميول للمشاكسة في الصف، وهذا الموضوع لا يتكرر إلا ما ندر وليس بشكل يومي.
مع الضرب بشكل غير مؤذٍ هذا ما قالته السيدة هناء. م، ربة منزل لديها أولاد في الحلقة الثانية والثانوي: إن الضرب في المدارس هو نوع من أنواع العقاب للطالب على أن يكون هذا الضرب مضبوط بقواعد، تجاه الطالب ولا يكون مؤذياً في حال تجاوز الطالب لسلوكيات الاحترام للمعلمة أو درسه وهذا الضرب غير المؤذي يشعر الطالب بقيمة المعلم الذي يشق له طريق إلى العالم الخارجي.
أما أبو أحمد فله رأي آخر بقوله: أنا لست مع ضرب طالب المدرسة في أي مرحلة من مراحل التعليم لأنها تعوده على فقدان الثقة بالنفس وتؤدي إلى اهتزاز شخصيته وخلق فجوة ما بين الطالب والمعلم وقد يصل إلى مرحلة لا يفهم ما يقوله المعلم خلال الدرس، عدا عن كل ذلك فقد لجأ بعض المدرسين إلى الضرب الموجع ونتساءل لماذا لا تكون العلاقة ودية ما بين المدرس والطالب وبالتالي تكون العملية التربوية ناجحة دون التقليل من احترام المدرس ودون اهتزاز شخصية الطالب.
ضربني المدرس فحرضني على التفوق هذا كلام طالب جامعي حالياً وقال: مرت المرحلة الدراسية حبقة أولى دون تعرضي للضرب لكن عندما بدأت المرحلة الثانية وهي الإعدادية كنت مشاغباً فضربني المدرس أمام الطلاب هذا التصرف كان درساً لي أوصلني وبتفوق إلى الجامعة لأنني قررت ألا أعيد تصرفي الذي عوقبت عليه وبالتالي كان هذا العقاب نافعاً لي ولكنني الأن لست مع ضرب أي طالب خاصة في الحلقة الأولى من الدراسة لأنه قد يعطي نتائجاً سلبية لأن كل طالب له شخصية مختلفة عن سواها.
الضرب هو مثل المسكن بمجرد زوال ألم الضرب فالطالب المعاقب سيعود إلى إعادة السلوك غير المرغوب به فهناك عدة جهات مسؤولة في هذا الموضوع ابتداءً من الأسرة والمجتمع والمدرسة والتعاون مطلوب بين الجميع.
والثواب والعقاب له أشكال متعددة في أي سلوك سواءً كان في المدرسة أو غيرها، الثواب والعقاب ضرورة هذا ما أوضحه السيد عمار. ر، وأنه مع سياسة العقاب والثواب ولكن الأهم هو فهم الأستاذ للطالب ولتربيته فالمدرسة هي البيت الثاني للطالب فالطالب الذي تعود الضرب في منزله سيكون أمر الضرب له من قبل معلمه عادياً والطالب الذي تربى في منزله بالتأكيد سيكون له المعلم بمثابة أب ولكني لست مع الضرب أبداً لوجود بدائل أخرى له لأن للضرب آثار سلبية على الطالب تجاه نفسه وتجاه معلمه.
أميرة منصور