الوحدة : 9-4-2025
تحفل أراضي ما تسمى (وطى السرسكية)، الواقعة تحت قرية مشقيتا وأطراف بيادر قرية بيت ناصر وهضبات قرية السرسكية، بآلاف الرؤوس من الأغنام التي أتى بها أصحابها لأجل الكلأ والمرعى.
“لم يعد في بلده حماه مراعي بسبب القحط والجفاف”، هذا ما قاله أحدهم (حمد) الذي يزور أقاربه في فترة العيد، مشيراً إلى أنه نزل باستضافة ابن عمه في هذا المكان مع عائلته منذ حوالي ١٠ سنوات، وقد وجد فيه حسن الإقامة والجوار، فأهالي القرى المجاورة وجدوا فيهم الجيران والأصدقاء، كما أنه لم يعد لديهم أي هم أو تفكير في تدبير مرعى لماشيتهم، فالعشب هنا وفير حتى في غمرة الصيف، كما أن مزارعي البطاطا الحلوة يهبون للرعاة أوراقها وأغصانها الخضراء المليئة بالماء الذي يرطب أجسام الغنم والماعز.
بعض الفتيات الصغيرات اللواتي يلعبن بالجوار أشرن بأنهن جئن بماء الشرب لآبائهن الذين يرعون الغنم، وعند سؤالهن عن المدرسة ردت الصغيرة (حكم) بأنها بالصف الثالث وتذهب للمدرسة في بعض الأحيان، أما (آية) التي هي في ضيافة بيت عمها أشارت بأنها بالصف السادس وهذه الأيام عطلة العيد، وطلبت من المعلم تبرير غيابها لبضعة أيام أخر بعد العيد، وسترجع مع عائلتها لبلدتها مصطحبين معهم الأغنام، مع أنها سعيدة جداً في هذه الديار الجميلة، فهي لم تقضِ عطلة جميلة كهذه الأيام، وتتمنى لو أن عائلتها تسكن دائماً هنا.
هدى سلوم