العــــــريمة.. قلعة وهبها القمح اسمها

العـــــدد 9472

الأربعـــــاء 20 تشرين الثاني 2019

 

على رأس تل إلى الشمال الغربي من مدينة الصفصافة بمسافة 2 كم بطرطوس، تبرز قلعة العريمة المحاطة بأشجار البلوط المعمرة وتاريخها العريق وأثرها الكبير وسحرها الخاص، منتصبةً في مكان حيث أبدع القدامى في تصميمها وهندستها.
القلعة التي تشكل مقصداً للسياح والباحثين عن عبق التاريخ، تقع إلى الجنوب الغربي من صافيتا وعلى خط نظر لا يتعدى 10 كم عن شاطئ البحر وترتفع عن سطح البحر نحو 178 متراً.
وتأخذ القلعة قمة الجبل كاملة حسب رئيس شعبة التنقيب في دائرة آثار طرطوس بسام وطفة لافتاً إلى أن القلعة مهدمة ببعض أجزائها وتتحكم ببوابة نهر الأبرش الذي يمتد عبر واد يصل إلى البحر في سهل مساحته أكثر من عشرة آلاف هكتار تشكل القسم الغربي من سهل عكار.
وأوضح وطفة أن القلعة حصينة ورجح سبب تسميتها أنها جاءت من (العرمة) وهي كومة القمح غير المدروس.
وبيّن وطفة أن تاريخ القلعة يعود إلى عهد قديم غير معروف وأن بعض المصادر التاريخية تقول إنها قلعة عمورية كانت تابعة لمملكة سيميرا إحدى ممالك أوغاريت الآرامية فيما تعيدها مصادر أخرى حسب الكسر الفخارية التي وجدت داخلها وحولها إلى الحقب الرومانية والبيزنطية مرجحاً إمكانية إسقاط تاريخ قلعة برج صافيتا الأثرية الذائع الصيت على تاريخ قلعة العريمة لما للشكل المعماري من تشابه ولقرب هذين الموقعين الأثريين من بعضهما.
تتألف القلعة كما أفاد وطفة من قسمين القلعة السفلية وهي عبارة عن فسحة يحيط بها سور خارجي واحد ويقسمها جدار قائم عرضاني في وسطها تقريباً أما القسم الثاني فهو القلعة العلوية: وهي أشد تحصيناً من الأولى وتقع إلى الشمال منها ويفصلها عن باقي أراضيها قناة عميقة تغطيها أشجار السنديان والبلوط والنباتات البرية وبالقرب من مركز القلعة العلوية ينتصب برج مركزي دونجون للقلعة وهو مستطيل الشكل ذو أبراج زاوية محاطة بفناء أمامي مسور بسيط الشكل تتماشى مع الأرض والقلعة.

 

وأشار رئيس شعبة التنقيب إلى أن بقية أجزاء القلعة تتوزع بين سراديب واسعة أسقفها نصف دائرية وأنفاق لا يعرف حتى الآن أين تنتهي.
وبيّن أن جدران القلعة عريضة وسميكة ومبنية بطريقة الحجارة المعقودة أما أبوابها فعلى شكل أقواس ونوافذها عبارة عن شقوق وفتحات في الجدار ضيقة من الخارج واسعة من الداخل كانت تستخدم لرمي السهام لافتاً إلى أن جدران القلعة خالية من الرسوم والزخارف والأعمدة لأنها اختصت بالرصد والمراقبة.
ويحيط بالقلعة حسب وطفة سور مهدم يتألف من برجين وعدة سراديب وغرف ويقع البرج الأول من جهة الجنوب الغربي ويصل ارتفاعه إلى ثلاثة أمتار وهو مهدم من جهة الشمال وعريض من الأسفل ويضيق في النهاية وهو مبني بحجارة ضخمة، كذلك البرج الشمالي وله مواصفات البرج الأول وهذان البرجان ممتلئان من الداخل بالردميات إذ يصعد إليهما فقط من أحد الجدران وهما مبنيان بهدف الرصد والمراقبة و بإمكان من يقف على أحد البرجين أن يميز بالعين المجردة برج صافيتا وقلعتي الحصن ويحمور رغم المسافات البعيدة بينهما إضافة إلى إمكانية رؤية مساحات كبيرة تصل إلى البحر.

سانا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار