وقـال البحــــــر.. العيد الذهبي لاتحاد الكتاب العرب

العـــــدد 9470

الإثنين 18 تشرين الثاني 2019

 

أرى في تأســــــــيس اتحاد الكتاب العرب إنجازاً ثقافياً وطنياً مهمّاً، وحافزاً للكتابة، والتجديد والإبداع، وتشجيعاً للمواهب، ودعماً معنوياً ومادّياً للأدباء، وهذه المناسبة محطة لإعادة النظر في مسيرة الاتحاد خلال نصف قرن.
تحقّقت منجزات قيمّة تستدعي توجيه التحية والتقدير للأيادي الكريمة الطيّبة التي أسهمت في بناء الاتحاد وتطويره، ونأمل أن يتابع الاتحاد مسيرته الإبداعية، والوطنية والنضالية، وقد كان للاتحاد مواقف حازمة مشرّفة في سنوات الحرب المتوحشة على سورية وتصدّى للانحطاط والتخريب والتكفير ودعا إلى ثقافة التنوير، وتحدّى المؤامرة التي تهدف إلى القضاء على مفهوم العروبة، ولابدّ من الانحناء أمام بسالة قواتنا المسلّحة وانتصاراتها.
وحارب جيشنا بالعقيدة والانتماء الوطني، وقدّم قوافل الشهداء وحارب كتّابنا ومفكّرونا بالكلمة الانحراف التكفيري الذي لم تعرفه بلادنا في تاريخها ومنذ التأسيس أعلن الاتحاد الالتزام بالقضايا الوطنية والتقدمية والإيمان بطاقات شعبنا، وإن أصحاب القلم الملتزم يساهمون بإرادتهم، وتصميمهم في تحقيق ما يصبو إليه شعبنا في الوحدة الوطنية والحرية والعدالة وممّا يستحقّ الإعجابَ أن منشورات الاتحاد ودورياته وأنشطته لم تتوقف خلال الحرب الظالمة، وهذا يدلّ على حيوية الاتحاد وقدرته.
وعلى الاتحاد أن يواصل العمل لإنجاز المشروع الثقافي التنويري لتكون الحياة الثقافية في عافية، وإشراق ولتكون مكانة الأديب بارزة شامخة
ومن مهمات الاتحاد في هذه المرحلة ترسيخ مفهوم الحوار، ونشر ثقافة النقد، والنقد الذاتي والتعدّدية والتنوّع لتكون ثقافتنا قادرة على مواجهة المتغيّرات في العالم، ولتجديد فكرنا والنهوض بمشروع نهضة ثقافية.
واسمحوا لي أن أنقل إليكم همسات زملائنا المتقاعدين الذين يثنون على منجزات الاتحاد ويشيرون إلى أنهم لا ينقطعون عن الإنتاج رغم أن الاتحاد يحسم النسبة الكبرى من مكافآتهم المادية حين ينشرون هذا ما يهمس به من طلبوا الإحالة على التقاعد وإن بعض الأدباء والفنانين، والمفكرين ظلّتْ عقولهم تتوهج وقلوبهم تنبض بحبّ الحياة والعطاء وقد تجاوزوا التسعين من العمر وهم ينتظرون إنصافهم شكراً للجهود التي تبذلها قيادة الاتحاد، والأدباء الذين يعطون ويبدعون والمجد والخلود لشهداء الوطن.

عزيز نصّار

تصفح المزيد..
آخر الأخبار