العدد: 9469
الأحد: 17-11-2019
يقف بائع (الشاورما) أمام السيخ الكبير وسط الرصيف يدعو المارة للشراء في المشبكة حيث الازدحام شديد..
(تفضلوا) يعيدها كببغاء.. سيجارته بيده شارفت على الانتهاء.. يرميها على الرصيف بشكل تقليدي مثل كل المدخنين في طرطوس، تصطدم السيجارة التي ما تزال مشتعلة بصبية كانت تمر في ذات اللحظة, وكان يدعوها ورفيقتها لشراء الشاورما..
مع كلمة تفضلوا .. صرخت الفتاة .. قال ببلاهة: آسف!
كل المدخنين على الكورنيش البحري يرمون أعقاب سجائرهم بنفس الطريقة،
البعض يتفنن بالرمي، والأهم أنهم يقومون بهذا الفعل بثقة, وعدم اكتراث, أو أي شعور بالمسؤولية.
في الحدائق العامة يرى المار أعقاب السجائر مجتمعة، يطيرها الهواء فتتجمع هنا وهناك لعدم وجود عامل نظافة يقوم بعمله بشكل جيد، ورغم وجود سلال خاصة فإن الأرض الواسعة تتحمل كوارثنا البيئية, ونحن نضحك غير مبالين.
صبايا وشباب يأكلون البسكويت, ويرمون أغلفة مشترياتهم أمامهم حيث يمشون أو يتركونها فوق المقعد حيث كانوا يجلسون.
سيدة وقفت أمام لوحة تدعو إلى الحفاظ على النظافة، ساعدت طفلها بفك أزرار بنطاله, وبيدها وجهته للتبول عند عمود اللوحة, وأمام المارة على الكورنيش البحري ساعة الازدحام..
مشاهد تدعو وبإصرار لتوجيه أجيالنا والبدء بأطفال المدارس عبر دروس وتطبيقات عملية للحفاظ على النظافة..
القمامة منتشرة في كل الأحياء وفي كل الأوقات.. في الأماكن السياحية وفي الشوارع الضيقة المهملة.. في كل مكان إلا أمام مبنى المحافظة والبلدية..
في شارع رئيسي يضع سكانه أكياس القمامة وسط الشارع فوق المنصف, وتنتظر الأكياس ساعات طوال ريثما تمر شاحنة مهلهلة يجمع عمالها الأكياس, ويمضون تاركين خلفهم عاصفة من روائح, وبقايا أوساخ..
الروائح القاتلة تدعونا للنفير قبل أن تنتشر الأوبئة والأمراض.. نفير يدعو كل مواطن للحفاظ على نظافة البيئة عبر حملات توعية أو ورشات عمل طالما أن عدد عمال التنظيفات في البلدية لا يغطي المدينة وأدوات عملهم مفقودة بحجج واهية..
خاصة وأن طرطوس السياحة والبحر والجبل متنفس لكل أبناء سورية, ونراهم يأتون دون دعوة, وبإمكانيات ضئيلة بل ضحلة. كما ندعو مسؤولي المحافظة المشي على القدمين, وترك السيارات المغلقة, ومشاهدة الواقع عن كثب، والتحرك للقضاء على هذه المشكلة وقد تحولت إلى معضلة.
سعاد سليمان