العـــــدد 9468
الخميــــس 14 تشرين الثاني 2019
الصباح مليء بالأسئلة، باحتمالات تمطر كالسنابل، بطيور من الرغبة تحلق في سماء الشعر، والفن، والنحت، والموسيقى، والتصوير، وكل الأشياء الجميلة التي لا تنطفئ!
تقول الكتب في مصادرها: (إن الأساطير القديمة كانت تركز على مكانة الخصوبة الرئيسة في ذهن الإنسان، وإن هذه الخصوبة كانت تجمع بين عنفوان الطبيعة وقابلية المرأة ذاتها لتقليد الطبيعة، أو لمنافستها في مجال الخصوبة، هكذا كان التصور الحسي يفعل فعله في ذاكرة شعوب كثيرة، ولهذا سميت الأرض: الأم الأولى، والمرأة الخصبة التي لامثيل لها).
***
الصباح مليء بفراشات تشاغب الضوء، وأصابع من عطر تضفر جدائل الشمس دون أن تناقش في إغواءة أنوثتها الفاتنة، دون أن تتهمها برشّ العطر على المارة، وتحريض جذوع الأشجار على الإغواء أو الرقص والعري في الشوارع.
***
الصباح يمر بأقلامنا وشرفات قلوبنا، يمنحها تذكرة عبور أخرى نحو الضوء، ويترك لألوان قوس قزح أن تمر بسيالاتنا العصبية بعيداً عن ضجيج الخلافات (الفيسبوكية) والإعلامية، ووجهات النظر التي تتراشق الاتهامات المرهقة . .
الصباح الذي نعشقه لايزال يحكي لنا عن عشتار الأسطورة والجمال، سيدة الطبيعة النباتية، سيدة الجعة، وأم القمح، وسيدة السنابل!
منى كامل الأطرش