وقـال البحــــــر ..لا تعترض طريق الشمس

العدد: 9466

الثلاثاء: 12-11-2019

 

-1-
كلّما غنت العصافير ، ترقب شروق الشمس، «أيها المنزل المصنوع من الفجر»1
«أيها المنزل المصنوع من ضوء المساء» افتح نوافذك للضيف القمر، كي لا تضجر، لأنّ الليل طويل ..طويل..
«أيّها المنزل المصنوع من سحابة داكنة» هيا نسكب ما في جرارها من ماء المطر لنسقي ورود أرواحنا الذابلة..
أيتها الغيمة الداكنة، توسدي ساعد الفجر، ولا تتأخري في الهطول… هناك … في البيت المركون على السفوح شفاه عطشى ، تنتظر رشفة حبّ… أرجوك، لا تتأخري في الهطول.
-2-
أقوال:
«أنا «حمورابي» الملك الذي اختارتني الآلهة نيابة عنها لحكم البشر وإسعادهم، ولنشر العدالة بين الناس، والقضاء على الشرّ، حتى لا يطغى القوي على الضعيف»
« حمورابي»2
بابل قبل 1750 ق.م
اختارتك الآلهة لحكم البشر، وإسعادهم ونشر العدالة بين الناس!
حكام وملوك هذا الزمن، تعلم من أختارهم؟!
لو جئت اليوم وطلبت تنصيبك ملكاً لحكم البشر وإسعادهم لرفضك المعتدون على حقوق الناس شرائعك يا سيد» حمورابي» لا تصلح لهذا الزمان… إنها الفوضى الخلاقة»الهدامة» شريعة أمريكا وكل الذين يدورون في فلكها… أظن أنكم.. أعني أحفادكم… عرفوا من هي أمريكا بعد أن اجتاحت أرض بابل، وأحرقت نخيلها… وزرعها، وأهلها… ودمرت كل ما هو جميل على أرض العراق.
– قال»نبيه البرجي» 3: العرب في نظر»دونالد ترامب» رئيس أمريكا ليسوا سوى رعاة للإبل وسوى قطاع الطرق، وسوى قراصنة الصحارى…
وقال أحد المعارضين السوريين، بعد أن يأس من وعود»ترامب» وبعد أن خان وطنه ، وباعه بحفنة من»الدولارات»: يبدو لي أن لا مكان لنا، حتى في حذاء»دونالد ترامب».
– الصديق المحترم نبيه البرجي: كأنك وبخبرتك الطويلة… قرأت أفكار»ترامب» قبل أن يصرح بها علناً… لأن من سبقه من رؤساء ديمقراطيين وجمهوريين لم ولن يختلفوا بنظرتهم، عنا، نحن السادة العرب الكرام.
ومؤكد أن المعارض السوري الذي خان وطنه، عرف أن لا مكان له حتى في حذاء دونالد ترامب.. وما مصيره إلا مصير من سبقوه في بيع شعوبهم وخيانة أوطانهم.
-3-
طلب ديوجين» من الإسكندر» قائلاً له:
«لا تعترض طريق الشمس»
تجاهل الإسكندر طلب «ديوجين»، وعلى رأس جيوشه الجرارة، اندفع غازياً أرض الشرق، وبلاد فارس، والكثير من بلدان العالم.. محاولاً اعتراض طريق الشمس..
غير أن الشمس لم تمهله طويلاً ، فأخمدت أنفاسه فوق تراب بابل.. وعندما أشرقت أيبسته كعود الحطب ويوماً إثر يوم نخر الدود عظامه… وفتكت النزاعات بقواده وغنائه..
وإلى اليوم ما تزال الشمس تشرق ، دونما أي اكتراث بالغزاة والطغاة الذين يحاولون اعتراض طريقها الجميل.

بديع صقور

تصفح المزيد..
آخر الأخبار