الجريح البطل حبيب ديوب وصرخات من الأعماق من وجع الإهمال

العدد: 9466

الثلاثاء: 12-11-2019

                                          

 

كقلعة قريته الشامخة يبدو البطل الجريح حبيب ثابت ديوب شامخاً صامداً رغم كثرة الأوجاع التي مرت عليه والظروف السيئة التي توالت بعد إصابته.

والبطل حبيب من قرية قلعة المهالبة في القرداحة لبى نداء الوطن بكل مسؤولية وتطوع بملء إرادته في صقور الصحراء أحد تشكيلات القوات الرديفة المقاتلة جنباً إلى جنب مع الجيش العربي السوري ضد العصابات الإرهابية المسلحة وقدمت الكثير من الشهداء والجرحى..
زرناه في قريته وفي منزله الصغير بالحجم الكبير بالحب والجود والكرم والعامر بالدفء والحنان وقد عانينا نحن الأصحاء من صعود الدرجات القاسية المؤدية إلى منزله متسائلين في أنفسنا: كم يعاني هو أثناء ذهابه وإيابه وهو الذي تعرض لبتر طرفه الأيمن على مستوى الركبة وأين المعنيون عن تأمين طريق تليق بهذا البطل وتلبي حاجته.
اخبرنا البطل حبيب وهو يحتضن صغيريه غدير وجواد: التحقت في البداية بقوات الدفاع الوطني في قرية سلمى في اللاذقية وتعرضت لعدة إصابات خفيفة لم تثنني عن أداء واجبي، ثم التحقت بصقور الصحراء في الريف الشمالي لمدينة اللاذقية وقد لبيت كل المهام الموكلة لي وأثناء تحرير تلة كفر دلبة انفجر بي لغم مما أدى إلى بتر رجلي اليمين مباشرة مع إصابات في كامل الجسم وذلك في ١٢ -١-٢٠١٦ حيث تم إسعافي إلى مشفى الحفة ومنه إلى المشفى الوطني باللاذقية وقد خضعت لرحلة علاج طويلة تخللتها عدة عمليات جراحية وكله على حساب تشكيل صقور الصحراء وقد خضعت للجنة طبية وتم إعطائي من خلالها نسبة عجز بلغت ٦٠ %

ويسرد الجريح قصة وجعه وخيبته الطويلة مع زملائه حيث أنهم تعرضوا للكثير من المواقف التي حملت لهم أوجاعاً فوق أوجاعهم منها توقف رواتبهم تماماً منذ أكثر من عام علماً أن الغالبية منهم أصحاب إصابات بليغة وبتر أطراف ولديهم عائلات وأبناء مسؤولون عنهم، أيضاً خروجهم من الخدمة بلا أي تعويض ولو صغير يساعدهم على البدء بأي مشروع صغير لإعالة أنفسهم وعائلاتهم، بالإضافة لعدم الاعتراف بجراحهم ومساواتهم بجرحى الجيش العربي السوري شفاهم الله .
وأضاف حبيب: نحن أكثر من ٢٠٠ جريح ذوي إصابات بليغة وأكثر من ٩٣٠ أسرة شهيد في مهب الريح قطعوا عنا المستحقات المالية وتُركنا عرضة للجوع والحرمان والمعاناة القاسية ومرارة العيش وخاصة في ظل هذه الظروف الصعبة على الجميع.
ويضيف حبيب: لم أستسلم وتقدمت إلى عدة مسابقات منها مسابقة لمشفى تشرين خاصة بالجرحى لتعييني كحارس ولكن لم يتم قبولي وتم جوابي حرفياً أنهم ليسوا بحاجة لجريح ذي نسبة عجز عالية، وبعد جهد طويل حصلت على عقد في مديرية الزراعة لمدة ستة أشهر وبراتب ١٦ ألف ليرة وهي لا تغني ولا تسمن.
وأضاف حبيب متسائلاً: ما ذنب مصابي وجرحى القوات الرديفة ليعاملوا بهذا الإهمال وهم الذين اندفعوا بكل قوتهم لتحرير الأرض ودحر العصابات المسلحة وكانوا دائماً في الخطوط الأولى، ما ذنب أبنائنا لينتظروا المساعدات والصدقات ونحن الذين قدمنا ما قدمنا دفاعاً عن مستقبل أبنائنا ليعيشوا مرفوعي الرأس بعزة وكرامة.
مستعدون للتقديم والتضحية حتى بالأرواح غن استدعانا الواجب من جديد متمنين أن يصل الصوت عبر منبر جريدة الوحدة وأن نجد آذاناً صاغية وقلوباً رحيمة وعقولاً حكيمة تنظر في وضعنا نحن جرحى وشهداء القوات الرديفة.

سناء ديب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار