صـــــدام الطبقات في محاضرة تاريخية فلسفية

العدد: 9466

الثلاثاء: 12-11-2019

 

سأطرح قضية ترتدي أهمية بالغة، وأحسبها متلازمة مع إرادة البقاء، وهي إشكالية التناحر بين المثنوية الطبقية (هي فلسفة المتضاد المثنوي في منظومة القيم المحدثة بفعل تأملات العقل النظري) والمحور الناظم لبنية النظائر المفترضة في جدلية التغريب الطبقي، وفي هذا السياق يتعين الوقوف عند هذا الشكل من التناحر نظراً لتجلي هذا النمط من الصراع، بُعيد تملك القوامة الأبوية على المقدرات المادية والروحية وتجريدها من يد القوامة الأمومية، وعلى وجه التقريب في (3500 ق.م) مروراً بالمراحل التاريخية التي جسدت حقيقة التناحر الطبقي بين الفقراء والأغنياء أو بين الملاك والعبيد في العهد العبودي، ثم الإقطاعي الزراعي، ثم البرجوازي الصناعي، وانتظامهم في محور مشترك تمثل ظاهرة الاستغلال، بهذه المقدمة استهل الباحث منير الحافظ محاضرته التي حملت عنوان (صدام الطبقات) وذلك في صالة الجولان بمقر فرع اتحاد الكتاب العرب في اللاذقية، في مادتنا الآتية نسلط الضوء على أهم ما جاء فيها من معلومات وحقائق تاريخية…

بداية أوضح المحاضر أن هذا النمط من الصراع تألق في الميادين الإنتاجية والعلمية والصناعية الأمر الذي تجلت عنه فلسفة الصراع بين طبقة المنتجين المظلومين المستغلين، وطبقة قوى الإنتاج المستغلة لقوة عملهم، واستعرض رؤية مفكري الفلسفة والاقتصاد والمجتمع وأبرزهم كارل ماركس الذي تناول محتوى الصراع من جانبه المادي المحض، ولم يتناوله من جانبه الروحي المحض تاريخياً، وتقسيم الوعي الإنتاجي التأريخ الاجتماعي إلى ثلاثة عصور: الحجري، والبرونزي، والحديدي. وذكر الحافظ أن الأبحاث الأثنولوجية أوضحت أن أول إنسان مارس العمل عبر أداة حجرية (الصوان والكوارتز والصخور البركانية) هو نياندرتال (الهومو سابنيس) الذي قطن حوض المتوسط قبل (350000) سنة خلت، وكشفت دراسات التحليل عند فحصها الحمض النووي لعينات من العظام أنها ترجع إلى الإنسان الإفريقي الذي هاجر إلى الأراضي الأوروبية، وتزاوج مع نسائها فتناسلت عنه أجيال يتعذر التمييز العرقي أو الجيني للهوية البيولوجية، ثم شرح المحاضر قانون الجدلية الضدية وحقيقة التناقض بين الكينونتين (الروحية- المادية) والهيئة القيومية المعبدية ونشأة الصراع الطبقي تاريخياً فقد أثبتت المدونات التاريخية أن أول نظام طبقي عبودي ذكوري أبوي ظهر في مدائن العراق عند المجتمع السومري، واستمر عبر الحضارات الآشورية والبابلية والمصرية فكانت أول ثورة تغيير شهدها التاريخ البشري هي ثورة الفلاحين الفقراء وفي مصر القديمة زمن الأسرة السادسة عند تولي الطفل بيبي الثاني البالغ من العمر ست سنوات والمولود سنة (2278ق.م) وبالمقابل قامت ثورة دينية إصلاحية في بلاد ما بين النهرين في العراق على يد الملك أوركجينا المولود سنة(2363ق.م) وختم المحاضر محاضرته بالحديث عن الصدمات الحضارية والصراعات الثقافية والتناحرات الطبقية ومنهج العولمة.

رفيدة يونس أحمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار