إتقـــان العمـــل عبـــادة ولكـــل مجتهـــد نصـــيب

العـــــدد 9465

الإثنين 11 تشرين الثاني 2019

سيدة مناضلة تشبه الكثيرات من السيدات السوريات، جعلت منها الحرب سيدة منتجة تواجه الفقر والحاجة بالجد والمثابرة.
تقول شادية عن تجربتها: كنت في بداية حياتي الزوجية قبل الأزمة التي حلت ببلدنا مكتفية مادياً نوعاً ما براتبي وراتب زوجي ولكن بعد عام ٢٠١١ وما وصلت إليه الأوضاع من غلاء في المعيشة وارتفاع أسعار بشكل غير طبيعي أصبح الراتب لا يكفي فرداً واحداً من العائلة فبدأت أبحث عن حلول مادية حتى لا أغرق بديون لا أستطيع تحملها، فقررت أن أعمل أي عمل إضافي يساعدني في تحسين وضعي المعيشي فكانت البداية بجمع الأعشاب البرية التي تترافق مع الهطول المطري، أقوم بتنظيفها في المنزل كالهندباء والقرصعنة وغيرها من النباتات التي تشتهر بها أرضنا الزراعية وأبيعها للجيران وأصحاب المحلات والصيدليات وكان مردودها مقنعاً نوعا ماً، يغطي حاجة بسيطة وبعدها قررت أن أجد عملاً آخر لأن هذه النباتات موسمية لا تتعدى الشهر أو الشهرين خلال العام فبدأت أعمل في المنزل بعد عودتي من الدوام في صناعة المأكولات والمؤونة مثل طحن الفليفلة ودبس الرمان والشطة وكبس المكدوس وتحضير الأكلات الجاهزة مثل لف ورق العنب والمحاشي والكبة وغيرها، وكل ما يأتي لي بمردود مادي يساعدني في تحسين وضع اسرتي وكنت في بداية الأمر أجد صعوبة كبيرة في التصريف وطريقة عرض المنتج على الناس، وقد ساعدتني صفحات التواصل الاجتماعي في تسويق منتجاتي ولكن ليس كثيراً فلم أكن أجيد التعامل جيداً مع وسائل التواصل الاجتماعي وكيفية استعمالها في عرض منتجاتي وأما الأن فقد زاد الطلب على منتجاتي بعد أن تمكنت من عرضها بشكل كبير، وقد عانيت خلال عملي من أشخاص ينظرون لي بعين السخرية وبعضهم كان يتعمد أن يسمعني كلاماً مهيناً وجارحاً ينتقد عمل المرأة بهذه الطريقة ولكن كل هكذا لم يكن عائقاً أمامي وبقيت مصرة على أن أتابع في عملي لأن لقمة العيش الحلال طريقها صعب ويحتاج إلى تضحية للوصول إلى الهدف، وأما عن عملي في تجارة الملابس فجاءت بمحض الصدفة فبعض تجار الملابس كانوا يشترون مني المأكولات من خضار وغيرها ولأنهم عرفوا مدى صدقي وأمانتي ونشاطي في عملي عرضوا علي فكرة تصريف بضائعهم على أن نتقاسم الأرباح بيننا، فبدأت أبيع بعض القطع والحمد الله نجحت نوعاً ما في ذلك، أما في مجال الأغذية فكان نجاحي أكبر لأن حاجة الناس للطعام والمؤونة هي حاجة يومية وعلى الرغم من كل هذا العمل المضني والشاق فأنا سعيدة لأنني أساعد أولادي في دراستهم وأؤمن لهم كل ما يلزم وأقف مع زوجي في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي نمر بها ولا أبغي من عملي جمع المال كما اتهمني البعض ولكن كل ما أرجوه وأسعى للوصول إليه تحقيق الاكتفاء الذاتي والاستغناء عن حاجة الناس.
أتمنى أن أطور مشروعي وأن أفتح ورشة لصناعة المواد الغذائية أساعد فيها سيدات يبحثن عن فرصة عمل وأتمنى أن أجد ممولاً يدعم مشروعي وتأمين المواد والآلات الكهربائية متل المطحنة ومكبس للمكدوس وفرن خاص وأدوات كثيرة غيرها.

زينة هاشم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار