ابنة «بائعة الهندباء» تسير «دروب المنى»

العـــــدد 9465

الإثنين 11 تشرين الثاني 2019

وسط لفيفٍ من أهل الأدب والثقافة والعلم والسياسة والمجتمع، وقّعت الأديبة الشاعرة وديعة درويش باكورة أعمالها، مجموعتين شعريتين، حملت الأولى عنوان: بائعة الهندباء، والثانية: دروب المنى، اختصرت في أشعار الأولى (بائعة الهندباء) قصة معاناتها وأسرتها من قلّة ذات اليد والظلم والسّعي وراء لقمة العيش، فهي ابنة بائعة الهندباء، تلك الأمّ العظيمة التي افترشت الأرصفة والشّوارع، تبيع هذه النّبتة البرّية وسواها، تكافح القهر والحاجة بعد رحيل زوجها، لتؤمّن لأبنائها حياةً كريمةً، ولقمةً شريفةً مغمّسة بدمع العمر وشقاء القلب، أشعرت الأديبة وديعة وهي تروي قصّة حياتها وتقتطف من يومياتها ذكرى هنا وغصّة هناك، صوّرت واقعها الريفي ودوّنت معاناة أسرتها بفخرٍ وشموخٍ واعتزاز، فأمتعت الحضور وحلّقت بهم في عوالم العفوية والشفافية الجميلة، أما ديوانها الثاني (دروب المنى) اختارت الأديبة وديعة إهداءه إلى روح صديقتها التي قسمت لقمة الزعتر بينهما أيام الدراسة، تلك الصديقة التي حدّثت والدها عن غرفة وديعة المتواضعة التي كانت بلا سقف، فما كان منه إلا أن قدّم لهم ما يردّ عنهم قرّ الشتاء وحرّ الصيف.. من هنا أرادت الشاعرة ردّ الجميل لتلك الصديقة الوفية، بإهداء روحها ديوانها الثاني، المسكون بأشرعة الحلم والحبّ والوفاء، المكتوب بحبر الإحساس العامر بالعطاء، ومنه نقتطف المقطع الآتي: يا صديقتي من صدري، أنزع خناجر الهموم في وجه السّماء أرمي كلّ ما في قلبي، بهدوء أرنو نحو المدى، أحلامي حقول، آهاتي حقول، سنابل تشبه قامات قصور في كرٍّ وفرّ كأنها خيولٌ..

ريم جبيلي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار