العـــــدد 9465
الإثنين 11 تشرين الثاني 2019
التيارات المتطرّفة التي تلجأ إلى التكفير والعنف والتدمير عانى منها بلدنا وعانى كوكبنا وأعود إلى روح الدين وجوهره السمح أليس هو رحمة ومحبة، وتسامح وإنسانية؟
محيي الدين بن عربي صوفي معروف يُلقب بالشيخ الأكبر ويؤمن بوحدة الأديان له ديوان (ترجمان الأشواق) وله (الذخائر والأعلاق) وهو شرح للكتاب والأعلاق جمع عِلق، وهو النفيس من كل شيء لتعلق القلب به.
ابن الفارض هو شاعر الحب الإلهي وسلطان العاشقين ويقول إن الأديان متفقة في جوهرها لصدورها عن مصدر واحد ولابن الفارض ديوان شعري يعبر عن نظرته الصوفية ولم أزر قبره البعيد عن سورية.
أما محيي الدين بن عربي فقد زرتُ ضريحه أثناء إقامتي في دمشق، وهو في السفح القريب من قاسيون حيث حي محيي الدين بن عربي الذي يضم رفاته، ويضمه بين الستائر الخضر، والبخور المتصاعد وأنت يا محيي الدين ترقد مطمئناً في ضريحك المعروف باسمك في سفح جبل قاسيون وأسمعك تقول:
أدين بدين الحب أنّى توجهت ركائبه فالحب ديني وإيماني
وهذا بيت من قصيدتك البهية الرائعة.
جلال الدين الرومي درس الدين وتعمّق به مجده الحقيقي هو بهاء شعره وسموّه، وإن هذا الشاعر له مريدون معجبون به ويتذوقون شعره ويفكّون رموز العشق فيه، العشق هو الذي يعطي معنى وقيمة للحياة ولا بد لطالب المعرفة في رحلة البحث من أن يعشق ويستمع إلى لحن الشاعر جلال الدين الرومي وهو يشدو للسعداء وينوح للبائسين.
الشاعر هو ينتمي إلى الحب ينتمي إلى السماء والمرأة والمعرفة والعشق قد لا نستطيع تفسيره وتأويله فهو سر الحياة وهو الذي يجعل للشعر والكلام عبقاً ويا له من عبقٍ! ويجعل للحروف نوراً ويا له من نور!.
الحب أثمن شيء في الوجود وما أجمل قلباً نابضاً بالحب إلى قلبٍ آخر نابضٍ بالحب، وأردّد الآن أبياتاً للشاعر جلال الدين الرومي عن الحب:
(سأقول لك كيف خُلقَ الإنسان، نفخ اللهُ في الطين أنفاس الحب، سأقول لك لماذا تهبّ رياح الصباح؟ ذلك لأنها تريد أن تعبث بالأوراق النائمة على شجيرات ورود الحب).
عزيز نّصار